.
النشرة

أفقر الدول في العالم تعتمد على الطاقة المتجددة بشكل كامل

كتبت: مها طـه

في الوقت الذي تكافح فيه القوى العظمى والرائدة في العالم للانتقال من أنظمة الطاقة القائمة على الوقود الحفري إلى أنظمة الطاقة المتجددة، تعهدت 47 من أفقر دول العالم بتخطي أنظمة الوقود الحفري تمامًا والقفز مباشرةً لاستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100% كبديل لها.

تم وضع هذا الهدف الطموح من قِبل أعضاء منتدى المناخ (CVF) خلال اليوم الأخير من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ الذي انعقد في المغرب الأسبوع الماضين، وناقش السبل التي يجب أن تتبعها الدول لتحقيق ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية باريس للحد من تغير المناخ العام الماضي.

الفكرة باختصار تكمُن في تخطي بعض أفقر البلدان في العالم لأنظمة الوقود الحفري، والدخول مباشرةُ إلى عصر الطاقة المتجددة، وهو ما يُتيح لهم تجنُب كل هذا العناء في المرحلة الوسطية ما بين انعدام الصناعات والتصنيع اعتمادًا على المصادر المتجددة، بهدف دعم النمو الاقتصادي، وهو ما كان دافعًا في الماضي لاستخدام القود الحفري.

في علم الاقتصاد يُسمى هذا النوع من الخطوات باسم ”القفزات“، وهو ما يحدث عندما يتخطى مجتمع ما أحد خطوات التنمية ويقفز للتي تليها مباشرةً. أحد أفضل الأمثلة على هذه العملية هو الهواتف المحمولة في المناطق الريفية في أفريقيا.

في العديد من الدول الأفريقية، تم تجاوز مرحلة الخطوط الأرضية في الإتصالات، بمعدل خط واحد لكل 33 شخص، وتم الانتقال مباشرةً لتكنولوجيا الهاتف المحمول، وحاليًا واحد من كل عشرة أشخاص يحمل هاتف محمول، وهو ما يُعد بمثابة ثورة في الاتصالات.

يطمح أعضاء المنتدى لأداء نفس النوع من القفزات فيما يتعلق بمجال الطاقة، حيث قال الأعضاء أنهم يسعون جاهدين للوصول لإنتاج الطاقة المتجددة في هذه الدول الفقيرة بأسرع وقت ممكن، مع العمل على وضع حد لنقص الطاقة فيها بالإضافة لحماية المياه وتوفير الأمن الغذائي.

تضم هذه المجموعة 47 دولة، بينها بنجلاديش وإثيوبيا وهايتي، مع أخذ الظروف المحلية لكلٍ منها بعين الاعتبار. والهدف النهائي هو أن تكون أنظمة الطاقة المتجددة معمول بها بنسبة 100% في وقتٍ ما بين 2030 و2050، وهو ما التزم أعضاء المنتدى بتقديم خطة مفصلة عنه للأمم المتحدة بحلول عام 2020.

صرّح ”ميجل آريس“، مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ لـBBC، أن الالتزامات التي تعهّدت بها المنتدى تعتبر مؤثرة ومُلهمة للغاية، حيث أظهروا مرة أخرى دور القيادة الأخلاقية نحو خلق عالم أفضل، حيث تعيش هذه البلدان واقعًا مريرًا بسبب تغيُر المناخ، وأضاف أن الاتحاد الاوروبي سيدعم هذا الالتزام الطموح للغاية لسنوات قادمة.

الجدير بالتساؤل من قِبل أعضاء المنتدى، هو إطراء الدول الكبيرة والقوية اقتصاديًا على القرار، في حين أنهم مترددون جدًا في تغيير مسارهم بهدف حماية هذا الكوكب، حيث صرّح ”إيدجار جوتيريز“ وزير البيئة الكوستاريكي لـBBC، أنهم لا يعرفون ما الذي تنتظره الدول الكبيرة والقوية حتى تتخلص تمامًا من الوسائل القديمة وتتجه لمصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100%.

المصادر:  bbc  sciencealert nytimes  unfccc

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى