.
ليه وإزاي؟

سيكولوجيا أفلام الرعب: إيه المثير في إنك تحس بالخوف؟

كتب: أحمد حسين

بمناسبة إن النهاردة عيد الهلع (الهالووين) وإن كتير شافوها مناسبة ينقنقوا في فيلم رعب كده ولا كده مع شوية فشار وأوضة مضلمة وسماعات صوت عالية.

خلونا نجاوب على السؤال اللي دايمًا بيتسأل في مثل هذه المواقف عن ليه كتير من البشر بيحبوا أفلام الرعب بشكل كبير؟!

ومش أفلام الرعب وبس لا كمان قصص الرعب وحواديت الـ”ما ورائيّات“ واللي غالبًا بيجدوا في متابعتها نوع من اللذة أو الاستمتاع وهما شخصيًا مش فاهمين إيه السبب في ده فعليًا.

أفلام الرعب والهوس بالخوف

أفلام الرعب بتعتمد على إنها تخاطب الجزء الحيواني في الإنسان، أو خلينا نقول الجزء البدائي. الجزء ده هو اللي بنبص له بمنظور تطوّري على أساس إنه الجزء المسئول عن غريزة البقاء، واللي بيندرج تحتها الخوف. الخوف من الظلام وده الوقت اللي ممكن تبقى فيه الحيوانات المفترسة مستخبية ومترقبة وصول الضحية.

لو حابب تعرف أكتر عن الخوف من الظلام وعلاقته بغريزة البقاء من هنا.

في كمان الخوف من الحيوانات والحشرات بشكل عام، الخوف من الحيوانات المفترسة اللي ممكن في أي وقت نصبح فريسة ليها، والخوف من الحشرات السامة، زي العناكب مثلًا اللي ممكن تقضي على الإنسان من لدغة واحدة.

والكلام ده متسجّل في عقلنا بشكلٍ ما، دكتور ”نوبو ماستاكا“، الطبيب النفسي، عمل بحث وعرض على أطفال صورة فيها تعبان وورود، واكتشف إن الأطفال بيدركوا وجود التعبان قبل ما يلاحظوا الورود.

في بحث تاني عمله الطبيب ”كريستوف كوخ“، ولقى إن (Amygdala) أو اللوزة الدماغية، وهي الجزء المسئول عن المشاعر وردود الأفعال والتعلّم، دايمًا بتتأثر بالصور اللي بتشوف إن فيها شيء أقرب للمخاوف اللي متسجلة فيها.

 يعني مثلًا، مشاهد الوحوش اللي بتكون أقرب للحيوانات المفترسة وكمان المشاهد اللي بيكون فيها تعابين وعناكب وأشياء من هذا القبيل بتكون مرعبة جدًا، وده بيفسّر خوف البشر من أشياء زي دراكولا والمستذئب مثلًا، الخوف من إن في شيء ممكن يفترسنا هو اللي بيخلينا نخاف من أشياء زي دي حتى لو على الشاشة.

آليات الرعب وعوامله

الطبيب النفسي ”د. جلين والترز“ شرح التلات عوامل اللي بتعتمد عليها أفلام الرعب في إثارة خوفنا:

-الأول التوتّر: خلق حالة من الغموض، التشويق، القتل العنيف، الصدمة، وده طبعًا ينطبق على كتير من أفلام الرعب، بل هي الخلطة الأكثر أستخدامًا، سواء في أفلام فرانكشتاين ودراكولا القديمة أو في الأفلام الحديثة زي (Nightmare on elm street) أو غيره.

-الثاني الوثاقة: بمعنى خلق علاقة بين المخاوف اللي موجودة في المخ، والمشاهد اللي بتظهر على الشاشة، يعني بيحاولوا يركزوا على مخاوف زي الموت والماورائيات أو الأشياء اللي مابنقدرش نشوفها زي العفاريت وغيره.

كمان بيحاولوا يركزوا على عُمر الشخصيات وطريقة التسويق ليهم، زي إن معظم أفلام الرعب بتخاطب المراهقين والشباب، واللي هما أكتر فئة مهتمة بأفلام الرعب.

-الثالث عدم الواقعية: أفلام الرعب بتلعب على فكرة إن اللي بيحصل على الشاشة ده مش واقعي. في تجربة اتعملت سنة 1994، عرضوا على طلبة في الجامعة مجموعة من الأفلام الوثائقية اللي فيها قدر كبير من الرعب والمشاهد الدموية، معظم الطلبة ماقدروش يكمّلوا الأفلام دي أساسًا.

وعلى الرغم من إنهم قالوا إنهم مستعدين يدفعوا فلوس في فيلم رعب لكن لم يحتملوا مشاهدة الأفلام الوثائقية اللي فيها رعب، السبب في ده هو شعورهم بإن أفلام الرعب مش حقيقية، أما الأفلام الوثائقية فشعورهم إنها حقيقية بيرعبهم أكتر.

نظريات عن انجذابنا لأفلام الرعب

مجتمع العلم النفسي من زمان جدًا مهتم بتحليل الأسباب اللي بتخلينا ننجذب لأفلام الرعب. أرسطو مثلًا بما إن ماكانش في أفلام رعب على أيامهم، قال إننا بنحب نسمع القصص المرعبة اللي بتسرد مخاوفنا، وبيقول إن القصص دي عندها القدرة على إخراج المشاعر السلبية، يعني أفلام الرعب بتكون ساعات سبب في التخلّص من المشاعر السلبية زي الغضب مثلًا.

في كمان نظرية تانية بتقول إن أفلام الرعب بتزوّد المشاعر الإيجابية لما البطل بيكسب في الأخر وبيقدر يهزم الوحش، حاجة كده أشبه بإسقاط نفسي عن مقدرتنا على هزيمة الوحوش اللي في حياتنا.

الطرح ده طرحه ”د. دولف زيلمان“ سنة 1978، لكن حتى الآن مانقدرش نقول إنه طرح مقبول، لأن في بشر بيحسوا بالنشوة برضه من أفلام الرعب حتى لو البطل ماكسبش في الآخر.


أستاذ علم النفس ”جلين سباركس“ أوضح إن السبب في إن في ناس كتير بيحبوا أفلام الرعب، هو إن مخ الناس دي بيتعامل مع الخطر اللي على الشاشة على إنه حقيقي، فبالتالي رد فعله بتكون إنه بيفرز الأدرينالين، وده بيحسسه بنشوة وإنه مركّز أكتر وأكثر نشاطًا.

المشكلة هنا بس لما طفل أو شاب صغير يتفرج على فيلم فيه رعب أو عنف كتير، بيتأثر كأن اللي بيحصل ده حقيقي تمامًا، بمعنى إن الفيلم ممكن يأثّر على حياته بشكل سلبي عن طريق إنه يعمل له صدمة نفسية حقيقية.

اعرف أكتر عن إزاي الخوف بيحفز المخ على إفراز هرمونات النشوة من هنا.

المشاهدين مش كلهم واحد

سنة 1995، عالم النفس ”ديدية دي. جونستون“ عمل تجربة على 220 طالب في مرحلة قريبة من مرحلة الثانوية العامة كده. التجربة دي كانت علشان دراسة لتقسيم مشاهدي أفلام الرعب لأنواع علشان برضه يقدر يعرف عن طريق التقسيم ده أسباب إن الناس تتفرج على أفلام الرعب، المهم، الـ4 أنواع اللي نتجوا عن التجربة دي كانوا:

-المشاهد العنيف: وده بيتشخّص بإن درجة تعاطفه مع الشخصيات بتكون قليلة جدًا، وبيؤيّد جدًا الشخص الشرير في الفيلم وبيدعمه كمان علشان يقتل باقي الناس.

-المشاهد المترقّب: ده بيكون على درجة عالية من التعاطف مع الشخصيات، وبيميل أكتر لتفضيل الأفلام اللي بيكون فيها غموض أكبر.

-المشاهد المستقل: وده بيكون عنده تعاطف كبير تجاه الضحايا، بس في نفس الوقت مابيتأثّرش بالفيلم لحد كبير وعنده القدرة على التخلّص من خوفه

-المشاهد المشكلة: سبب تسميته بالمشكلة هو إن درجة تعاطفه بتكون عالية، ودي بتسبب مشكلة لأنه بيتعاطف مع الضحايا اللي في الفيلم لدرجة إنه بيحس بنوع من تأنيب الضمير إنه مش قادر يساعدهم.

عمومًا يعني، أفلام الرعب تعتبر جزء من صناعة التسلية، جايز بنتفرّج عليها من باب إننا نهزم خوفنا، وجايز علشان محتاجين نخرّج طاقة غضب سلبية، أو ممكن بس علشان نتسلى بعد وقت طويل من عدم التسلية،. في النهاية، والأهم من كل ده، إن الفيلم يبقى حلو فعلًا  لما يعجبنا، أيًا كان نوعه.


المصادر:

filmmakeriq  webmd  psychologytoday

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى