التطور الجنسي عند الأطفال : كيف يكتشف طفلك نفسه؟
كتبت: ريهام نجيب
_أخصائي أمراض نفسية وعصبية مستشفى المعمورة
يرن جرس الهاتف…أم مذعورة تبكي …وسط البكاء تقول الأم أنه وجدت طفلها يقوم بفعل غير لائق!
«لقيت بنتي بتقلع هدومها و تلمس منطقة حساسة».
«لقيت ابني بيلعب مع طفل تاني لعبة غريبة».
المفروض أعمل إيه؟
الإجابة عن هذا السؤال تستدعي فهم شيء في المقام الأول: إن الطفل في مرحلة اكتشافه للبيئة حوله يمر بمرحلة اكتشاف لجسمه ولنفسه.
التطور الجنسي عند الأطفال : كيف يكتشف طفلك نفسه؟
طب إزاي الأطفال بيكتشفوا أجسامهم؟
اكتشاف الطفل لجسده يتأثر بأكثر من شيء، حين نعرفهم نستطيع معرفة دورنا في هذا الاكتشاف، أولها سن الطفل، إلى جانب العادات التي يكتسبها من الأهل بالمشاهدة، وأخيرًا إرشاد الأهل للطفل.
لابد أن نعرف أن أطفالنا لا يجدون أنفسهم فجأة في سن المراهقة ولديهم وعي برغباتهم الجسدية، فالموضوع يمر بمراحل منها مرحلة الاكتشاف.
الأطفال قبل سن المدرسة (0 – 4) سنوات لا توجد في طبيعتهم صفة الاحتشام أو الخجل، وقد يقومون بتصرفات تبدو صادمة كلمسهم لمناطقهم الحساسة أو إظهار فضول نحو أجساد الآخرين، ومراقبتهم وهم يخلعون ملابسهم مثلا، أو خلع الملابس أمام الغرباء، ويكتشفون أن لمس مناطق معينة في أجسادهم تجعلهم يشعرون بشعور لطيف.
من الأمور الطبيعية أو المنتشرة في تلك السن مثلا:
- لمس الأطفال لمناطق في أجسادهم أمام الناس.
- إظهار مناطق خاصة باجسادهم أمام الآخرين.
- لمس ثدى الأم أو محاولة لمس ثدي امرأة أخرى.
- الرغبة في الجلوس بدون ملابس و خلعها بدون سبب.
- الفضول لرؤية الآخرين بدون ملابس.
- طرح اسئبة كثيرة عن وظائف تلك المناطق بالجسد.
- الكلام مع أطفال أخرين عن تلك الوظائف.
أما في سن أكبر قليلا (4 – 6) قد تظهر في تلك المرحلة سلوكيات أخرى:
- سلوك مشابه للعادة السرية والرغبة في إثارة المناطق الحساسة بالجسد.
- محاكاة الارتباط و مظاهره كالتقبيل أو ملامسة الأيدي.
- استخدام الألفاظ التي قد تحمل معنى قبيح دون معرفة معناها.
- مشاركة الاكتشافات تلك مع الأطفال الآخرين.
أما في سن المدرسة (7 – 12) تظهر الألعاب كالدكتور والدكتورة والعريس والعروسة إلخ. يظهر الانجذاب للأقران، وتقل الرغبة في مشاركة الكبار بالأسئلة و الرغبة أكثر في الخصوصية.
مهم جدًا أن يعرف الآباء أن هذه التصرفات دي لا تحمل دلالة جنسية للطفل، وإنها هي فقط جزء من الفضول الطبيعي للأطفال، واكتشاف ذراتهم وفرصة جيدة جدا لتعليمهم.
امتى نعرف إنه تصرف طبيعي وامتى نبتدي نخاف منه؟
التصرفات الطبيعية لا تحدث طوال الوقت بمعنى إنها مرات قليلة، وتحدث بين أطفال بنفس السن وبدون عنف أو غصب، وتكون تلقائية، ومن السهل أن يتوقف عنه الطفل حين ينبهه الأب أو الأم.
الموضوع يحمل منذرات إذا كان الأمر يحمل عنف أو غصب، أو إذا كان غير متناسب مع المرحلة العمرية التي ذكرت سابقا، أو لو التصرفات صاحبها مشاعر زائدة لدى الطفل كتوتر شديد أو غضب، أو لو كان بين أطفال بينهم اختلاف كبير في السن مما يجعل طفل أقوى من طفل وفي مرحلة مختلفة مثل: طفل في الرابعة وطفل في الثالثة عشر. تلك الأمور منذرة باحتمال تعرض الطفل لتحرش أو ما شابه.
طيب أعمل ايه في مرحلة اكتشاف ابني/بنتي لجسمهم؟
الخطوة الأول: الهدوء و معرفة ما حدث بدون غضب أو تهديد..تسأل الطفل ما الذى حدث؟ ماذا تفعل؟ كيف تعلمت ذلك؟ وماذ تشعر تجاهه. تلك التصرفات تمثل فرص ممتازة لتعليم الطفل السلوك السليم والتدخل في إدراكه لجسده.
من الأسئلة نستطيع تمييز إذا كان التصرف طبيعي أو منذر بأمر آخر.
الخطوة التالية: تعليم الطفل، مهم جدا مراقبة ما يتعرض له الأطفال في التلفزيون أو غيره والتحكم فيه.
في المرحلة العمرية الأولى أقل من 4 سنوات:
- يجب تعليم الأطفال أن البنين و البنات بينهم اختلاف.
- تسمية المناطق الحساسة بالجسم بأسماء واضحة (ليعرف الطفل أن يصف ما حدث إذا تعرض لاعتداء أو محاولة تحرش به).
- تعليمهم المساحات الشخصية و ضرورة عدم إظهار المناطق الخاصة.
- تعليمه عن ملكيته لجسده وعدم السماح لأحد بالاقتراب أو لمس مناطقه الخاصة وحقه في الرفض إذا طلب منه أحدهم شيء يرفضه.
- تعليمه الفرق بين اللمسة الطيبة واللمسة المريبة.
- تعليمه أن يتحدث مع والديه إذا حدث شيء يزعجه.
الأطفال في سن أكبر (4 – 6) :
- تعليمه إن جسمنا سواء الأولاد أو البنات يتغير مع السن.
- تعليمه إن لمس المناطق الخاصة في جسده قد يشعره بشعور لطيف لكنه شيء لا يجب تشجيعه ولا يجب فعله أمام الناس.
- تعليمه عن التحرش الجنسي وأن يخبر والديه إذا حاول أحدهم أن يرغمه على تصرف معين أو يخترق خصوصية جسده حتى لو كان قريب.
الأطفال في السن الأكبر (7 – 12) :
- تعليمه عن البلوغ والتغيرات المصاحبة له.
- تعليمه عن عملية الإنجاب.
- تعليمه أن التحرش قد لا يحتوى على لمس لكن قد يرغمه أحدهم أن يرسل إليه صور أو أن يخلع ملابسه.
و في النهاية: أهم ما في الأمر هو الهدوء التام في التعامل مع الأمور، وبناء صلة ثقة وصداقة مع الطفل تفتح دائما مساحة للحوار والتعليم، والخوض في أمر كذلك الأمر هو شيء مهم لا حياء فيه ولا خطأ، ووجود تلك التصرفات في حد الطبيعي الذي تم ذكره ليس خط من الطفل و لا الأم ولكنه نوع من الاكتشاف كاكتشافه البيئة من حوله.