.
النشرة

العلماء يقتربون من لقاح للملاريا تصل كفاءته إلى 100%

كتبت: مها طــه

أثبت لقاح للملاريا جديد فاعلية تصل إلى 100% في التجارب السريرية. اللقاح المحتمل يعمل على إدخال طفيل الملاريا الحي إلى أجسام المرضى وإرفاقها مع الأدوية اللازمة لمكافحتها. تم إعطاء اللقاح لـ67 شخص سليم، وتم إعطاء 9 من المشاركين أعلى جرعة حماية ضد الملاريا بنسبة 100% لمدة 10 أسابيع بعد التطعيم.

هذه النتائج ليست سوى نتائج المرحلة الثانية من التجارب السريرية، والتي تهدف إلى النظر في مدى فاعلية اللقاح على مجموعة صغيرة من الأشخاص الأصحاء، وكذلك اختبار الآثار الجانبية. ولكن الجزء الأكثر إثارة هو أنه ليس المرشح الوحيد لإثبات نفسه كلقاح ضد الملاريا في التجارب السريرية.

في العام الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن برنامج تجريبي يشمل أول لقاح مرخص في العالم والمعروف باسم (موسكيريس)، وسيتم تطبيقه في ثلاث من الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في عام 2018.

أثبت موسكيريكس فاعلية تصل إلى 50% في الأطفال، ولكن من المأمول أن إجراء المزيد من التجارب والتغييرات والتبديل في الجرعة في البرنامج التجريبي، سيؤدي إلى تحسن الفاعلية بشكل أكبر.

على الرغم من أن اللقاح الجديد يدخل ضمن تجربة منظمة الصحة العالمية، والذي أطلقوا عليه اسم (Sanaria® PfSPZ-CVac) ودخل لتوه المرحلة الثانية من التجارب السريرية، فأنه أظهر احتمالية لتحقيق فاعلية أكثر من غيره.

الجدير بالذِكر أن الملاريا مازالت تتسبب في وفاة أكثر من 400 ألف شخص سنويًا، ومعظمهم في الدول الأفريقية، وما يقرب من ثلاثة أرباع الوفيات أطفال تحت سن الخامسة. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 214 مليون شخص أصيبوا في عام 2015 وحده.

ينتقل مرض الملاريا من خلال مجموعة من الطفيليات عن طريق البعوض، ومعظم حالات الإصابة والوفاة تحدث بسبب انفجار كرات الدم الحمراء كنتيجة للمرض، ولذلك تم تصميم اللقاحات المرشحة السابقة بما فيها موسكيريس لحماية الجسم ضد هذا التهديد عن طريق إدخاله إلى الطفيل نفسه.

قدّم لقاح الملاريا الجديد استراتيجية مختلفة وغير عادية، لأنه يحتوي على طفيل الملاريا كامل وحي وليست فقط أجزاء منه، ويتم حقن هذه الطفيليات الحية في الجسم بالإضافة لدواء يُسمى الكلوروكين والذي يُستخدم لقتل الطفيليات.

الأدوية الحالية بما فيها الكلوروكين تقضي على الطفيليات بمجرد ظهورها في الكبد، ولكن اللقاح الجديد يعمل على الحماية ضد الملاريا ومنع وصولها إلى الكبد في المقام الأول عن طريق تحفيز الجهاز المناعي للكبد لمحاربة الطفيل.

عن طريق حقن المشاركين بالطفيل الحي النشط مباشرةً في مجرى الدم، يعمل لقاح الملاريا الجديد بشكل فعّال على محاكاة المرحلة الثانية من المرض والتي تظهر في الكبد، مما يعطي الجسم صورة عن المرحلة القادمة من المرض، ولذلك يتم تفادي المرض من مرحلة مبكرة من المرض.

حتى الآن أثبت لقاح الملاريا الجديد فاعلية على مدار عشرة أسابيع، وذلك دون ظهور أية أعراض جانبية، وتأتي الخطوة التالية في اختبار مدى فاعليته على مدار عدد من السنوات وهو ما سيحدث في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.

المصادر: nature  sciencealert  sciencedaily

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى