.
النشرة

العفن الغروي أحادي الخلية يستطيع التعلم بدون مخ

كتبت: يارا كمال

اكتشف العلماء أن العفن الغروي أحادي الخلية يستطيع أن يتعلّم. هذا الاكتشاف سيساعد في فهم تطوّر الذكاء، بالإضافة إلى معرفة كم الكائنات التي تستطيع أن تكون ذكية وناجحة بدون مخ.

وفقًا للدراسة الجديدة التي نُشرت في جريدة ”Proceedings of the Royal Society B“، فإن عملية التعلم سبقت ظهور الأجهزة العصبية والأمخاخ في الكائنات الحية.

قال ”رومان بواسو“، المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب الأحياء بجامعة تولوز والمدرسة العليا للأساتذة بباريس، إن العفن الغروي معروف بقدراته الإدراكية المعقدة بشكل مدهش مثل: العثور على أقصر طريق في المتاهة، وتوقع الأحداث الدورية، واختيار نظام الأكل الأفضل وتجنّب الفِخاخ.

حاول بواسو وزملاؤه ”د.دافيد فوجل“ و”د. أودري دستور“ معرفة ما إذا كان العفن الغروي يستطيع تعلّم التعامل بطريقة ناجحة مع مادتي الكينين والكافيين، وهما مادتين يجب على العفن تجنبهما.

بنى الباحثون جسر من مادة هلامية يجب على العفن الغروي عبوره للوصول لوجبة تعتمد على الشوفان في الجانب الآخر. في إحدى التجارب، احتوى الجسر على مادة الكينين، وفي تجربة أخرى، احتوى على مادة الكافيين.

خلال الأشواط الأولى، منعت المادتين العفن من المرور في طريقه لكن في النهاية وبعد ساعات عِدّة مر العفن من الجسر ببطء وحصل على وجبته.

في المحاولات التالية، تحرّك العفن أسرع فوق الجسر تجاه الطعام. وعندما أُزيلت المادتين من الجسر، عاد العفن لسلوكه الأصلي في عبور الجسر دون تردد.

إن عملية التعلم عند العفن الغروي تُعرف بـ”التعوّد“، والتي يتغيّر فيها السلوك الطبيعي استجابةً للمحفزات المتكررة، وذلك يختلف عن التكيّف الحسي البسيط، والذي تغيّر فيه المستقبلات الكيميائية حساسيتها لمحفّز ما.

قال بواسو إن التعليم الأساسي يتطلب على الأقل 3 خطوات: الاستجابة السلوكية للمحفّز الذي يثيرها، وذكرى هذه اللحظة، والسلوك المتغيّر المترتب على هذه الذكرى. كما يجب على الكائن استعادة سلوكه الأصلى وإلا ظل الكائن أسيرًا للسلوك الجديد. وقالت دستور إن التعلم هو أفضل الوسائل للتكيّف مع البيئة.

لا يعلم العلماء حتى الآن بشكل أكيد كيف يستطيع كائن أحادي الخلية مثل العفن الغروي التعلم بدون مخ إلا أن الأوراق البحثية السابقة التي كتبتها ”سيمونا جينسبرج“ في الجامعة المفتوحة في إسرائيل وزميلتها ”إيفا جابلونكا“، افترضت أن التحولات الخارجية في الحمض النووي DNA قد تشفّر الخبرات السابقة، مما يسمح للكائنات التي ليس لديها أجهزة عصبية بالتذكر والتعلم.

نبات ميموسا بوديكا

وأظهرت دراسات سابقة أن النباتات لديها قدرة على التعلّم أيضًا. فعلى سبيل المثال، أكّدت الأستاذ المساعد ”مونيكا جاجليانو“ و”د. ميشيل رينتون“ من جامعة ”ويسترن أستراليا“ وفريقهما أن نبات ميموسا بوديكا قد يتعلّم طي أوراقه كوسيلة حماية استجابةً للمسه. ومع تكرار اللمس، يتوقف النبات عن طي أوراقه لإنه يتعلّم أن اللمس لا يمثّل خطر بالنسبة له.

وفي دراسة أخري، توصلا إلى أن النباتات قد ”تتحدث“ مع بعضها البعض عن اهتزازات نانوميكانيكية، فالإشارات الصوتية تصدر من تذبذبات من داخل الخلايا مما يسمح للنبات بالتواصل مع النباتات القريبة الأخرى.


المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى