دراسة: جهازك المناعي يتحكم في شخصيتك
كتب: أحمد حسين
كما تطورت الحيوانات لتصبح أكثر اجتماعية، ارتفعت فرصهم في الاقتراب أو التفاعل مع مسببات الأمراض والإصابة بالعدوى من زملائهم، مما يؤدي إلى زيادة الحاجة إلى نظام مناعة قوي.
ويبدو أن هذا الرابط قد يبدو وكأنه منطقي إلى حد كبير، حيث أظهرت مجموعة من الباحثين من جامعة فيرجينيا للمرة الأولى أن النظام المناعي للفئران يسيطر بشكل مباشر على أجزاء الدماغ المسئولة عن السلوك الاجتماعي، مشيرين إلى أن تطور القدرات الاجتماعية قد يكون حدث بسبب الجهاز المناعي.
شرح الباحثون في ورقة بحثية نشرت في مجلة (Nature)، كيف أن الفئران التي تمت تربيتها في ظل عدم وجود جزيء مناعي معيّن لمكافحة العوامل المسببة للأمراض ويسمى ”انترفيرون جاما – Interferon Gamma“، قد تعرضت لمشاكل مثل العجز الاجتماعي، وطوّرت سلوكيات شبيهة بسلوكيات مرض التوحد عند التعامل مع الفئران الأخرى.
في محاولة لمعرفة سبب ذلك، استخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، لمراقبة نشاط المخ في الحيوانات. في أثناء القيام بذلك، اكتشفوا أن بعض مناطق الدماغ في قشرة الفص الجبهي (PFC)، تلك المعروفة بالسيطرة على السلوك الاجتماعي أصبحت مفرطة الحركة، بمعنى أنها تعمل بشكل دائم، كما تعمل في البشر المصابين بالتوحد.
وفي أعقاب ذلك، حقن معدو الدراسة الفئران بالإنترفيرون جاما، ولاحظوا أن هذه المجموعة من الفئران تصرفت بشكل سليم، كما تتصرف الفئران الذين يتمتعون بحالة جيدة، مع عدم وجود تشوهات اجتماعية. عند مراقبة النشاط العصبي لهذه القوارض، وجد الفريق أن إدخال الإنترفيرون جاما أدى إلى زيادة في مستويات الناقل العصبي (GABA)، الذي يثبط أو يهدئ الخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي، ويخفف من فرط نشاطهم.
وتعليقًا على هذا الاكتشاف، أوضح الباحث المشارك في الدراسة ”جوناثان كيبنس – Jonathan Kipnis“، في بيان أنهم اعتقدوا أن الدماغ والجهاز المناعي التكيفي معزولان عن بعضها البعض، وكانوا ينظرون إلى أي نشاط في جهاز المناعة في الدماغ باعتباره علامة على وجود أمراض. والآن، لم نبيّن أنها تتفاعل مع بضعها البعض بشكل وثيق فقط، ولكن بعض من صفاتنا السلوكية تطورت بسبب استجابة المناعة لدينا لمسببات الأمراض.
المصدر:
