أصحاب جين السمنة يمكنهم فقدان الوزن أيضًا
كتبت: مها طـه
أشارت دراسة جديدة نُشرت في مجلة الصحة الطبية البريطانية، أن امتلاك جين (FTO) المُسبب للإصابة بالسمنة لا يؤثر على قدرة الشخص على إنقاص وزنه. كان يُعتقد أن هذا الجين يجعل الأشخاص الحاملين له غير قادرين على إنقاص وزنهم حيث يحفز تخزين الدهون عندهم.
عام 1980، كان عدد المصابين بالسمنة في المملكة المتحدة حوالي 7%، أما اليوم فإن هذا الرقم قد تضاعف لأربع مرات. يمكن ببساطة إلقاء اللوم على التغيرات السريعة في نمط الحياة الذي يعيشه الإنسان اليوم، حيث أن الوجبات السريعة أخذت في الانتشار بشكل كبير، فازداد الميل لتناول الطعام، في نفس الوقت الذي أصبحت فيه كل وسائل النقل وغيرها كهربائية، وبالتالي قلت معدلات الحركة، فتحول الجسم لتخزين طاقته في شكل دهون.
حسب مجموعة من الدراسات الحديثة، التي قارنت مئات الآلاف من الجينومات الخاصة بأشخاص نحفاء وآخرين مصابين بالسمنة، فإن هناك ما يقرب من 90 جين مرتبط بالإصابة بالسمنة وميل الجسم لتخزين الدهون، وأكبرها تأثيرًا الـFTO، وهو ما يُفسر عدم تأثر كل البشر بالتغيرات الحالية الموجودة في نمط الحياة.
كان الاعتقاد السائد هو أن الأشخاص الحاملين لجين الـFTO لا يمكنهم إنقاص أوزانهم حيث أن 70% منهم معرضون للإصابة بخطر السمنة المفرطة، وهو ما جعل الباحثون يختبرون مجموعة عشوائية من أصحاب هذا الجين الخاضعين لنظام غذائي بالإضافة لممارسة نشاط بدني مُعين بهدف إنقاص الوزن، حيث خضع نحو 9500 شخص لهذه التجربة.
وكانت النتيجة المفاجئة التي توصل إليها الباحثون هي اكتشاف أن جين الـFTO لم يكن له أي تأثير على فقدان الوزن، وكانت معدلات إنقاص الوزن في أصحاب هذا الجين مماثلة تقريبًا لأي شخص آخر، كما أن التجربة اشتملت على مجموعة متنوعة من رجال ونساء وشباب وكبار سن وقوقازين وأفارقة.
تُشكل هذه الدراسة خبر مهم للكثير من الناس الذين يحاولون إنقاص أوزانهم، حيث أنه حتى وإن كانوا من حاملي الجين المُسبب للإصابة بالسمنة، فمازال باستطاعتهم فقدان الوزن الزائد والتخلص معه من كل الأخطار التي ترتبط بالإصابة بالسمنة من أمراض قلب وأوعية دموية وغيرها الكثير، وعليه فإن العلماء ينصحون باتباع حمية غذائية متوازنة وممارسة الرياضة مع وجود دواء في بعض الحالات التي تتطلب ذلك، وخصوصًا أن الجينات لن تؤثر في رغبة إنقاص الوزن.
المصادر:
