فوبيا التليفون: مش مش عايز أرد.. مش قادر!
كتبت: مها طــه
الموبايل بيرن.. بقفل الصوت، شوية وبيرجع يرن وبرضة باقفل الصوت، لكن طبعا اللي بيرن مش هيبطل واضح إن في حاجة ضرورية، ماما بتقولي ردي بقى صدعنا، بروح على الشات أكلم الشخص اللي محتاجني وأقوله معلش مش عارفة أرد ممكن تتكلم هنا أحسن!
طول عمري في عداوة غير معلومة المصدر بيني وبين التليفون وتطورت طبعًا ووصلت للموبايل، مع العلم إن الموبايل أسوء، ده تليفونك الشخصي اللي معاك في كل حتة، اللي ببساطة ممكن حد يعرف إنه كان في إيدك حالا من بوست كتبته ولا لايك عملته وبالتالي الهروب منه صعب اوي.
مؤخرًا بقى عرفت إني مش لوحدي اللي كدة، وبدأنا نضم على بعضينا كدة ونرفع شعار “لا للرد على التليفون” ولما حبيت اعرف إحنا ليه بنعمل كدة، اكتشفت إننا عندنا – غالبًا – فوبيا التليفون ومحتاجين نتعالج منها يا جماعة.
اعرف أكتر| أغرب أنواع الفوبيا.. اللي تخاف منه ابعد عنه
فوبيا التليفون.. والله ما أنا رادد!
فوبيا التليفون هي نوع من الخوف الشائع بين الناس اللي بيعانوا من اضطراب القلق الاجتماعي المعروف باسم (SAD). كتير من الناس مش بتحب الكلام في التليفون، لكنهم نادرًا ما بيعبروا عن مشاعرهم باستخدام كلمة “الخوف من التليفون” أو الفوبيا. مع ذلك نحب نقول إنك لو بتتردد في استقبال المكالمات أو القيام بيها، وبتحس بضيق تنفس أو قلق شديد أو تسارع في دقات القلب، يبقى غالبًا عندك الحالة دي.
حضرتك ممكن تقولي، طب أنا معنديش اضطراب القلق الاجتماعي ده، بس برضة عندي فوبيا التليفون، أحب أقولك إنه ده شئ وارد، لكن بتختلف الأسباب بين اللي عنده الاضطراب ده واللي معندوش.
لو مش بتعاني من اضطراب القلق الاجتماعي فإنت بتتحاشى مكالمات التليفون عشان أنت بتفضل التواصل وجهًا لوجه، وده بيديك المساحة لمراقبة الإشارات غير اللفظية زي تعبيرات الوجه مثلًا في أثناء الكلام. أما لو حضرت بتعاني من اضطراب القلق الاجتماعي فغالبًا إنت بتتحاشى مكالمات التليفون كجزء من قلقك من التعامل مع الناس في العموم.
أعراض فوبيا التليفون:
- قلق شديد قبل أو بعد المكالمة.
- تأجيل المكالمات المهمة بس عشان متحسش بالقلق ده.
- بتخاف تكون تقيل على الآخرين بمكالمتك (سواء كنت انت المتصل أو هما).
- مش عارف تتكلم ولا تقول إيه.
- خايف تحرج نفسك أو تقول كلام يخلي اللي معاك في المكالمة يتريق عليك.
- خايف من رد فعل اللي اتكلمت معاه ويا ترى قال إيه بعد ما قفل الخط.
- في أثناء المكالمة بتحس إنك مش مرتاح وعايز تقفل عشان حاسس بقلق أو ضيق تنفس أو تسارع في ضربات القلب.
- طول الوقت مركز مع اللي اتقال وع شعور اللي معاك في المكالمة لدرجة فقدانك للتركيز في نص المكالمة نفسه.
طب لو اتأكدت إن عندك حالة الفوبيا دي، فإنت أكيد بتعاني من مشاكل لأنك مهما حاولت تتجنب مكالمات الموبايل، مش هتعرف برضة، صحيح بقى في حل بديل بوجود الفيس بوك والواتس آب وغيرهم، حتى حجز الدكاترة والتذاكر بقى متاح أونلاين.
لكن يا ترى هتعمل إيه لو اتأخرت عن الدكتور وعايز تتعتذر او تأجل؟ ودي حالة واحدة من ضمن حالات كتير هتكون مضطر فيها تتكلم في التليفون.
اعرف أكتر| تأثير الموبايل على حياتك وإزاي بيغيرها
وعشان كلنا في الهوا ساعة ولازم نساعد بعض، هنقولكم شوية نصايح نفسية تخلينا نقدر نحسن الأداء شوية تجاه فوبيا التليفون :
- التعرض والممارسة: طبعًا ده شئ بديهي كل ما حاولت في حاجة واتدريت عليها أكتر، كل ما عرفت تعملها أحسن، وترتب أفكارك أحسن وتوصل لأحسن سيناريو ممكن للحوار، والتركيز على محتوى المكالمة أكتر من رد فعل الشخص اللي بتكلمه. وبيُنصح كمان بالتركيز على نبرة صوتك اللي بتريحك أكتر، وتتدرب عليها.
- العلاج المعرفي: عن طريق التركيز على الأفكار السلبية اللي بتجيلك بسبب المكالمة، سواء قلق قبلها او تفكير بعدها في رد فعل لكلام معين. العلاج المعرفي هنا مقصود بيه اللجوء لمساعدة أخصائي نفسي/ اجتماعي عشان يساعدك تتطور وتواجه مخاوفك وتعدل من طريقتك في التعامل مع المخاوف دي.
- الاسترخاء الجسدي: وده عن طريق تقنيات الاسترخاء زي التنفس العميق، وتهيئة نفسك قبل المكالمات المهمة.
في النهاية، فوبيا التليفون مش شئ خطير في العموم، مهم طبعًا إننا نحاول التغلب عليها، لكن ملينفعش نلوم نفسنا لو المكالمة ما مشيتش زي ما إحنا عايزين، ونحاول تاني وتالت وبإذن الله نعرف قريب ننتهي من مشاكلنا دي ونرد على التليفون وتعدي بسلام.. يارب.
المصادر: verywellmind thecut healthline themighty psychologytoday