التعبان vs التمساح: المعركة لا تنتهي بالالتهام!
كتبت: مها طـه
الحقيقة العلمية بتقول إن الواقع بيعلي على الخيال، وإن الطبيعة بتعلي على الكل، هي المعلم الأول ومصدر الإلهام الأقدم والأبقى، دي حققية. وكما الطبيعة كريمة بخيراتها علينا، إلا إنها أحيانًا بتكون قاسية وشرسة. يمكن يكون عادي إنك تشوف صور أو فيديو لتعبان بيبلع أرنب مثلًا، لكن أكيد الدهشة هتبقى مصحوبة بالرعب من تخيل تعبان بيببلع تمساح كامل على بعضه كده بأنيابه بديله بالحراشيف اللي مغطية جسمه، وده بعد معركة استمرت لـ5 ساعات، بلع فيها التعبان التمساح كله في خلال 15 دقيقة تقريبًا!
https://www.youtube.com/watch?v=l56K8eAtCig
التعابين اللي بالحجم ده غالبًا بتكون ”أناكوندا“، ودي بيُعتبر المنافس الرئيسي ليها في البيئة اللي بتعيش فيها التماسيح، وعشان كده غالبًا التنافس بينهم بيوصل لإن حد فيهم لازم يقضي على التاني، وده بيعتمد على حجم كل واحد فيهم، والأكبر هو اللي بيكسب، يعني مثلًا لو التعبان هو الأكبر والتمساح حجمه صغير، فالتعبان هو اللي هياكله، أما لو التمساح هو اللي حجمه أكبر، فغالبًا هو اللي هيهاجم التعبان وممكن ياكله.
إزاي المعركة بتتحسم للتعبان؟
الأناكوندا بتقتل ضحاياها عن طريق العصر، أو بمعنى تاني إنها تلف جسمها حوالين جسم الفريسة، وتضغط بقوة على التجويف الصدري، وده طبعًا اللي بيشل حركة الفريسة تقريبًا، فماتعرفش تتنفس، وكل ما التعبان يحس بإن الفريسة بتحاول تتنفس يضغط على جسمها ويعصره أكتر، وده طبعًا بيخلي الهوا ميدخلش للرئتين وبالتالي يقل معدل ضربات القلب.
بمجرد ما يقل معدل ضربات القلب، ويتأكد التعبان إن الفريسة ماتت خلاص، بيبدأ يفتح فمه اللي بالمناسبة بيتميز بعضلات قوية جدًا، بتخليه يقدر يفتحه لدرجة إنه يبقى أكبر من راس التعبان نفسه بحوالي 3 أضعاف. في حالة التمساح، التعبان بيعمل نفس الطريقة، لكن التمساح هنا مختلف شوية، لأنه عنده قدرة طبيعية تخليه يبطئ من معدل ضربات القلب مرة أو مرتين في الدقيقة، وبالتالي ممكن يوهم التعبان إنه كدة مات خلاص، ويستنى اللحظة اللي هيحاول فيها التعبان بلعه، ويقلب الموازين كلها.
السيناريوهات المُحتملة في معركة الالتهام بين التعبان والتمساح
-
إن التعبان يبلع التمساح وهو لسة صاحي:
في حالة إن التمساح قدر يخدع التعبان ويوهمه إنه مات، ساعتها التعبان هيبدأ يبلعه عادي، في اللحظة دي وبعد دقايق من محاولات البلع، التمساح هيفوق ويبدأ يهاجم التعبان، لكن من جوا! لو التمساح فاق بعد ما كان خلاص التعبان بلعه أو أوشك على البلع، فالتمساح فعليًا ممكن يفرتك أعضاء التعبان الداخلية، وطبعًا ده هيقضي تمامًا على التعبان.
-
إن التعبان يقدر فعلًا يبلع التمساح كامل بعد ما مات:
لو كان التمساح مات فعلًا، فالتعبان في الحالة دي قدر يأمن وجبة ممكن تستمر معاه لمدة شهر، يفضل خلاله يهضم فيه ويوزعه على خلايا جسمه، لكن السؤال هنا هو إزاي أصلًا التعبان هيقدر يهضم كائن بالحجم ده وبيغطي جسمه طبقة سميكة من الحراشيف؟
ده بيحصل عن طريق خلايا متخصصة للهضم عند التعبان، الخلايا دي فيها عصارات هاضمة بتقدر تهضم أصعب المركبات الحيوية، حتى ولو كانت عظام، وبالتالي فهو مش بس بيقدر يهضم الحراشيف دي، ده فعليًا مش بيخلي أي أثر للفريسة بعد أكلها. بالإضافة للخلايا دي، فكل أجهزة الجسم الداخلية بتشتغل مع بعضها عشان تقدر تهضم الوجبة الضخمة دي، فمثلًا القلب والأمعاء الدقيقة والكبد والكليتين، بيتضخموا عشان يقدروا يساعدوا في الهضم.
الـBBC من فترة نزلت مجموعة صور بأشعة X، للتمساح وهو جوا جسم التعبان. الصور بتتابع التمساح كل يوم ولمدة أسبوع، واللي بتوضح الفرق الكبير بين أول يوم جوا جسم التعبان، وبعدها بأسبوع واحد بس من بعده بلعه.
-
الفرضية التالتة
في افتراض تالت ممكن ييجي في دماغ حد، هل ممكن التمساح يموت فعلًا والتعبان يبلعه لكن مايعرفش يهضمه، فالتعبان يموت؟ في الحقيقة، لحد دلوقتي ما اتسجلتش ولا حادثة من النوع ده، إن تعبان يبلع تمساح ومايقدرش يهضمه، والحادثة الشهيرة اللي فيها التعبان مات نتيجة وجبة معرفش يهضمها كانت لحيوان اسمه ”النيص“ أو ”صيد الليل“.
النيص هو أحد القوارض لكن حجمه أكبر من باقي القوارض العادية، ووزنه حوالي 13 أو 14 كيلوجرام، وجسمه كله متغطي بالأشواك زي القنفذ كده، واللي اتسبب في موت تعبان أفريقي طوله حوالي 4 متر. أشواك النيص دخلت في الجهاز الهضمي للتعبان بعد ما بلعه، وده اللي تسبب في موت التعبان، وعشان كده لما الناس اكتشفوا التعبان بعد موته، كان النيص موجود جوا معدته بشكل كامل تقريبًا من غير ما يتهضم منه غير شوية أشواك بسيطة.
معركة البقاء دايمًا بيبقى فيها ضحايا، ولأن دايمًا البقاء للأصلح فاللي بيقدر يتكيف أكتر ويحمي نفسه أكتر ويستخدم كل أدواته، بيكون هو المُنتصر، التعبان والتمساح مجرد نموذج من ضمن نماذج مختلفة ومتنوعة في الحياة البرية، واللي الحقيقة دايمًا بتكون مُدهشة حتى لغير المُتخصصين.
المصادر:
