تغير أماكن السحب يزيد من تأثير الاحتباس الحراري
كتب: أحمد حسين
تغيرت الطريقة التي تغطي بها الغيوم الأرض بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية، وهو أمر غير جيد على الإطلاق بالنسبة لكوكبنا. باستخدام بيانات الأقمار الصناعية لتتبع أنماط السحب منذ عام 1983، وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة (Nature) أنه بسبب تغير المناخ، انتقلت تغطية السحب باتجاه القطبين.
هذا الانتقال تسبب في توسّع المناطق الجافة شبه الاستوائية _التي تقع بين 20 و30 درجة على خط العرض في كل من نصفي الكرة الأرضية مثل مصر والجزائر وليبيا. والإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن قمم السحب تمتد إلى أعلى في الغلاف الجوي. يمكن لهذه التغيرات مجتمعةً تسريع عملية ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
بسبب العلاقة المدارية بين الأرض والشمس، هناك المزيد من الإشعاع الشمسي في مناطق استوائية أكثر من القطبين، وبالتالي تغطية السحب لهذه المناطق أمر له أهمية خاصة. طبيعة الغيوم المشرقة البيضاء تزيد من الوضاء أو البياض للكوكب (Planet’s Albedo)، والتي تعني قدرة الأرض على عكس طاقة الشمس والأشعة مرة أخرى إلى الفضاء.
لذلك، عدم وجود تلك الغيوم فوق هذه المناطق المدارية، يعني أنه سيكون هناك انعكاس أقل، وستكون الأرض عرضة للتدفئة بشكل أسرع. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع قمم السحب يزيد من قدرتها على الاحتباس الحراري، مما يعني أن الغيوم تحاصر الآن المزيد من الهواء الدافئ تحتها. وهذا ما يمكنه أيضًا تسريع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وعلى الرغم من أن معظم النماذج المناخية توقعت هذه الأنواع من التغييرات، كانت دراسة الغيوم بالغة الصعوبة بسبب طبيعة تحول شكلها طوال الوقت، وكان هناك بعض الاختلاف بين النماذج المناخية المختلفة المتعلقة بكيفية تأثر الغيوم.
يمكن اعتبار هذه الدراسة دليلًا إضافيًا على أن التغيرات المناخية الكبيرة بدأت بالفعل، وأن التغيرات المستقبلية يمكن أن تعني المزيد من ارتفاع درجات الحرارة أكثر من السابق.
قال جويل نوريس، عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، أننا جميعًا نعتقد أن ما يثير الدهشة هو أننا نفكر في التغيرات المناخية كثيرًا، على أنه شيء سيحدث في المستقبل. لكنه يحدث الآن حولنا في كل مكان.
المصدر: