نجمان تفجرا منذ ملايين الأعوام قد يغيّرا الحياة على كوكبنا
كتبت: مها طـه
في ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة الفيزياء الفلكية، تم الكشف عن آثار اثنين من النجوم المتفجرة أو أحد انفجارات السوبرنوفا التي وقعت في مكانٍ ما، ما بين 1.7 – 3.2 مليون أو 6.5 – 8.7 مليون سنة مضت، حيث استخدم العلماء نماذج حاسوبية لمتابعة الإشعاع الهابط من الغلاف الجوي للأرض، وذلك لمعرفة آثارها ومقدار ما وصل منها فعليًا للأرض كذلك.
من المعروف أن النجوم العملاقة في بعض الأحيان عندما تصل إلى نهاية فترة حياتها، تنهار على نفسها، مما يتسبب في انفجار رهيب يمكنه أن يضئ السماء كلها، وإذا حدث هذا الانفجار قريبًا من كوكبنا بما فيه الكفاية، فإنه يمكن أن يبعث لكوكبنا إشعاع عالي الطاقة.
طبقًا للنموذج الحاسوبي، فإن الانفجارات قد تتسبب في ضوء أزرق يضئ السماء ليلًا، وكفيل بعرقلة أنماط النوم الحيوانات لبضعة أسابيع، وهذا ما ورد في البيان الصحفي لجامعة كانساس. الانفجار قد يؤدي بعدها أيضًا لتعرُض الغلاف الجوي والكائنات الحية لتدفق مُستمر طويل الأمد من الإشعاع الكوني، لمئات الآلاف من السنين، وقد يرتفع على مر السنين أيضًا.
كتب الباحثون أن هذه الزيادة في الإشعاع له آثار كبيرة، وذلك لأنه سيتسبب في زيادة قدر الإشعاع الناتج عن الجزيئات الكونية على سطح الأرض لحوالي 20 ضعف. هذه الجرعة من الإشعاعات تُمثل نحو ثلاثة أضعاف الجرعة الإشعاعية الطبيعية التي يمكن أن تتعرض لها الكائنات الحية على سطح الأرض.
قال أحد الباحثين أن هذا القدر من الإشعاع يعادل جرعة الإشعاع الموجودة في الأشعة المقطعية لمرة واحدة في السنة لكل كائن حي على سطح الأرض والأجزاء الضحلة من المحيطات، وأن هذه الزيادة في الإشعاع مرتفعة بما يكفي لزيادة معدلات الطفرات الجينية، وبالتالي زيادة فرص الإصابة بالسرطان، فضلًا عن احتمال زيادة سرعة عملية التطور.
بمجرد أن ينزل الإشعاع على الأرض، فإنه يُساهم في تأيين الغلاف الجوي، وتمزُق الذرات والجزيئات، بحيث تسمح للإلكترونات بالحركة بحرية حول نفسها، وكأنها نوع من الغاز داخل أنبوب الفلورسنت، وهذا من شأنه توصيل الكهرباء بشكل أسهل، لذلك يعتقد العلماء أن هناك فرصة جيدة أن يزداد معدل البرق كثيرًا عنه خلال مئات لآلاف السنين من الإشعاع الكوني الذي يضرب الأرض.
على الجانب الآخر سيتسبب ذلك في المزيد من حرائق الغابات والتي يُحتمل أن تُغير مناخ الكوكب. في الواقع، لقد تزامن أحدث انفجار مع انقراض جماعي طفيف منذ حوالي 2.59 مليون سنة. قارة أفريقيا أصبحت جافة، والكثير من الغابات تحولت إلى السافانا في هذا الوقت وبعد ذلك، ثم بعدها بدأت الأرض تشهد عصور جليدية مرارًا وتكرارًا، ومع إن هذا غير واضح، فإنه ربما تكون الأشعة الكونية لها دخل في ذلك.
في وقت كتابة الدراسة، اعتقد العلماء أن الانفجارات في كلٍ من النجمين حدثت على مسافة 300 سنة ضوئية، ولكن النتائج الجديدة تُشير إلى أن أحد هذه الانفجارات حدث على مسافة تُمثل النصف من هذه المسافة، لذلك يُخطط العلماء حاليًا لإعادة النماذج مرة أخرى على مسافة أقصر، وهو ما يُنبئ بوجود آثار أكبر من ذلك.
على الرغم من أن هذه الانفجارات قد حولت الحياة على الأرض في ذلك الوقت، إلا أننا يجب ألا نقلق بشأن آثارها علينا، وهو ما قاله ”أدريان ميلوت“، أستاذ الفيزياء بجامعة كانساس، والمؤلف المشارك في الدراسة، كما أضاف انه ليس هناك ما يجب القلق بشأنه في المستقبل القريب، حيث أن هذه التغيرات تحدث على مدى فترات زمينة طويلة تٌقدر بملايين السنين.
المصادر: