علماء الفلك اكتشاف كوكب له ثلاثة شموس
كتبت: مها طـه
وجد علماء الفلك كوكب غريب، حيث تستمر فيه الفصول لمدة أطول من عمر الإنسان. في بعض الفصول سيكون مضيئًا بشكل مستمر، بينما في أوقات أخرى، سيشهد شروق الشمس وغروبها ثلاث مرات في نفس اليوم.
كوكب ”HD 131399Ab“ عبارة عن كوكب غازي عملاق. يبعُد عن الأرض مسافة 340 سنة ضوئية، ويقع في كوكبة قنطورس، وهو جزء من نظام ثلاثي النجوم مُعقد يُسمى ”HD 131399“. اثنين من النجوم في هذا النظام تمثل نظام ثنائي، في حين أن الكوكب ”HD 131399Ab“، يدور حول النجم الثالث، وهو النجم الأكثر لمعانًا في الفلك الأوسع المعروف في النظام متعدد النجوم.
هذا الكوكب الضخم تبلغ كتلته حوالي أربعة أضعاف كتلة كوكب المُشترى، وتصل درجة حرارته إلى 580 درجة مئوية، لكن يُقَدر عمره بحوالي 16 مليون سنة فقط، وبذلك فهو واحد من أصغر الكواكب الخارجية المُكتشفة حتى الآن.
قال ”دارنيال آباي“، من جامعة ولاية أريزونا، أن ”HD 131399Ab“ هو واحد من الكواكب الخارجية القليلة التي تم تصويرها مباشرةً، وأنه الأول من نوعه الذي يحمل هذا التكوين الديناميكي المُثير للاهتمام. فريق البحث لاحظ هذا النظام باستخدام التصوير المباشر للتليسكوب العملاق في تشيلي كجزء من مشروع نيكزس لاكتشاف الكواكب الخارجية للمجموعة الشمسية. هذا الاكتشاف تم نشره في مجلة ”ساينس“ العلمية.
يبدو النظام وكأنه تركز على نجم كثافته أكثر من كثافة الشمس بحوالي 80%. يدور حول النظام النجوم الباقية، تم تسمية النجمين B و C، وتم تقدير المسافة بينهما بـ300 وحدة فلكية _الوحدة الفلكية الواحدة تساوي متوسط المسافة بين الأرض والشمس_. يدور B و C حول بعضهما البعض بشكل مغزلي، بمسافة فاصلة بينهما تساوي المسافة بين شمسنا وكوكب زحل.
كوكب ”HD 131399Ab“ يدور حول النجم المركزي A، في مدار يبلغ ضعفي مدار كوكب بلوتو حول شمسنا. بالنسبة لحوالي نصف مدار الكوكب، والذي يستغرق حوالي 550 سنة أرضية. لجزء كبير من سنة هذا الكوكب، تبدو النجوم قريبة من بعضها البعض، وتعطيه شكل جانب ليلي وآخر نهاري، مع ظاهرة فريدة من نوعها، حيث تشرق الشمس وتغرب ثلاث مرات كل يوم.
كوكب ”HD 131399Ab“ هو أول كوكب خارج المجموعة الشمسية يتم اكتشافه بـأداة SPHER (أداة البحث الميطيافية الاستقطابية عالية التباين المُثبتة على التليسكوب العملاق لاستكشاف الكواكب الخارجية)، الـSPHERE حساس للأشعة تحت الحمراء، مما يجعلها قادرة على اكتشاف توقيعات حرارة الكواكب الشابة، جنبًا إلى جنب مع ميزات أخرى متطورة في تصحيح اضطرابات الغلاف الجوي.
المصادر:
