عن هلع الولادة في الشهر التامن.. البيبي هيموت!
كتبت: مها طه
كانت ليا واحدة قريبتي حامل، وفي أواخر شهرها السابع حصلتلها شوية مشاكل، والدكتور اضطر إنه يولدها وهي في أول إسبوع من الشهر التامن، مامت البنت وقرايب ليها بقوا قلقانين، وأمي ساعتها قالت لي ”يارب الولد يعيش، أصل ابن التامن بيبقى مش مكتمل نموه“، وقتها الجملة استوقفتني جدًا، ليه ابن التامن مش بيعيش مع إن ابن السابع عادي جدًا، بيتولد ويقعد في الحضانة فترة وخلاص، ده حتى التامن اتطور أكتر المفروض، وقعد في الرحم فترة أطول!
بس الحقيقة إني فضلت لفترة طويلة جدًا مصدقة اعتقادهم ده، ولما حاولت أسأل على السبب، كانت الإجابة إن الجنين في شهره السابع بيبقى لسه في غشاء معين في الرئة متكونش خالص، وفي التاسع بيبقى اكتمل نمو الغشاء ده، لكن في التامن بيبقي الغشاء لسه ما تكونش بشكل كامل، وبالتالي الولادة في الوقت ده ممكن تسبب الوفاة للبيبي!
هل الطفل احتمالية وفاته أعلى فعلًا لو حصل الولادة في الشهر الثامن من الحمل؟
بالبحث ورا الموضوع ده، لقيت إن كل الإجابات تقريبًا بتتكلم عن إن ده مُعتقد مش حقيقي، وإنه مش شرط ترتبط حالات الوفاة بالولادة في الشهر التامن، مثلًا ”د/ ب.س. باليجا“، استشاري أمراض النساء والتوليد، بمستشفى ”ساجار أبوللو“ بالهند، شايف إنه من الأفضل إن الطفل يتولد في حدود الأسبوع الـ37 _من المعتاد عندي الدكاترة حساب ميعاد الحمل بالأسابيع مش الشهور_ أو يعني في التاسع، لكن لو الطفل اتولد في الشهر التامن، فده مش أمر خطير بالشكل اللي بيصوروه لينا، هو بس ممكن يواجه بعض المشاكل في التنفس أو الاكل، وده لأن الأعضاء بتبقي لسه لم تكتمل بالشكل الكافي.
”د/ برانيثا آجاي“، أستاذة النساء والتوليد من مستشفى ”SKP“ في الهند، قالت إن الاعتقاد بوفاة الطفل المولود في التامن في مقابل إن المولود في السابع بيعيش هي مجرد خرافة مش أكتر لأنه بالمنطق البسيط إنه كل ما الطفل تطور أكتر، تبقى فرص النجاه بالنسبة له أكبر، وكل ما قعد في الرحم فترة أطول، ده معناه إنه تطور أكتر، وده معناه إن الوظايف الأعضاء اللي في طريقها للاكتمال هتبقى أحسن.
”د/ جودي أولمستيد“، أستاذ متقاعد بكلية العلوم وعضو الجمعية الكيميائية الامريكية، قال إن الاعتقاد ده غلط لأن حتى السبب اللي بيتم نشره عنه مش حقيقي، وهو إن المادة السطحية الموجود بالرئة واللي بتمنع التصاق الحويصلات الهوائية ببعضها، بتبقي لسه متكونتش لحد الأسبوع الـ37، وأضاف إنه في الحقيقة في أطفال بتتولد والرئة لسه لم يكتمل نموها وساعتها ده بيكون مالوش علاقة بعدد الأسابيع لكن مرتبط بنمو الرئة نفسها.
”كاميلا. س. إسبينوزا“، المتخصصة في التوليد في مركز رعاية صحة الطفل والمرأة بجامعة كونسيبسيون في تشيلي، قالت إن دي أسطورة، وإن العوامل اللي بتقلل احتمالات الوفاة للأطفال، هى:
- تطور نمو الرئتين:
واللي بيتم تحديده عن طريق المادة اللي اتكلمنا عنها من شوية، واللي بتُسمى بالمادة الرئوية السطحية، المادة دي بتفرزها مجموعة من الخلايا الموجودة في الرئة، وبيتبدأ في العمل تقريبًا في الفترة من الأسبوع الـ20 للـ24، ومن اللحظة دي ولحد الولادة بيزيد إنتاج المادة دي أسبوع بعد أسبوع. أعلى معدل للإفراز بيبقي في الأسبوع الـ35، وفي اللحظة دي بتبقى الرئة مستعدة تمامًا للعمل خارج الرحم، وبناءًا عليه فالجنين اللي بيتولد في التامن يعني في حدود الأسبوع الـ29 للـ32 ممكن يعاني شوية من مشكلة في الرئة ويحتاج لإنه يتحط في حضّانة لكن أكيد هو أفضل حالًا من الجنين المولود في السابع.
- المخاطر المتعلقة بوزن الجنين، والولادة المبكرة:
زي ما قلنا إن أطباء النساء والتوليد، مش بيحسبوا الحمل بالشهور ولكن بالأسابيع لأنها الطريقة الأفضل. الطبيعي إن الحمل يستمر من 36 لـ 42 أسبوع، وفي المرحلة الأخيرة من الحمل، الجنين أجهزته كلها بتكون اتكونت تقريبًا، ويبدأ يزداد حجم الجنين، وطبعًا بالمنطق كل ما الجنين يفضل فترة أطول في الرحم، فهو بيتأهل أكتر للخروج والحياة، وعليه فرص نجاته بتبقى أكبر.
الولادة المبكرة ممكن تتسبب في عدد من المشاكل الصحية، وكل ما كانت مبكرة أكتر، كل ما كانت فرصة النجاه أقل والمخاطر أعلى، وبتتراوح المشاكل الصحية دي بين مشاكل في الجهاز التنفسي وفي الجهاز الهضمي أو مشاكل في القلب والأوعية الدموية، والحقيقة إن الوفاة مش بتكون نتيجة الولادة المبكرة في حد ذاتها لكن بسبب المضاعفات اللي بتحصل نتيجة المشاكل الصحية الناتجة عن الولادة المبكرة.
الشخص الوحيد اللي يقدر يحدد مدى خطورة الولادة المبكرة، هو الطبيب المتابع للحمل لأنه هو اللي يقدر يحدد عمر الجنين الفعلي، ويحدد كمان مدى خطورة الولادة المبكرة، وهو اللي بيقدر يعمل الاحتياطات اللازمة في الحالة دي. في بعض الأوقات بيكون حساب الأم نفسها للحمل غلط لكن الطبيب بيكون عنده الوسائل الكافية اللي تخليه يحدد ويعرف العمر الفعلي للجنين داخل الرحم، وأخيرًا لازم مانستسلمش للخرافات ولا الكلام المُرسل الغير علمي، وخصوصًا في مواضيع حيوية زي ده، ممكن بسهولة تأثر جدًا على نفسية الأم الحامل اللي بتعاني من مشاكل صحية ما، في الفترة الأخيرة من الحمل، فيبقى مش كفاية عليها الحمل ومشاكله لأ دي كمان مضطرة تخوض حرب نفسية نتيجة كلام بيرددوه الستات حواليها هنا وهناك.
المصادر