منظمة الصحة العالمية: القضاء على شلل الأطفال خلال سنة
كتب: أحمد حسين
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن عدد المصابين هذه السنة بشلل الأطفال وصل إلى تسعة حالات فقط حتى الآن، ومن المتوقع أن ينخفض هذا الرقم إلى صفر خلال سنة. قال ”ميشيل زافران“، مدير منظمة الصحة للقضاء على شلل الأطفال، أنه من الممكن الوصول إلى نقطة القضاء على المرض تمامًا خلال سنة أو في شتاء السنة القادمة على أقصى تقدير ليصبح بذلك شلل الأطفال ثاني مرض يقوم بمحوه الإنسان من على وجه الكوكب بعد مرض الجدري.
اعتبارًا من يوم 17 أبريل، وفي خلال أسبوعين، ستبدأ 150 دولة حول العالم في التحول من نوع واحد من مصل شلل الأطفال المستخدم حاليًا إلى مصلٍ آخر. سيحدث هذا التغيير نتيجة تغيير النوع الثلاثي من المصل (Trivalent version) واستبداله بنوع ثنائي (Bivalent version) لأن أحد الأنواع الثلاثة من شلل الأطفال لم يصب أي حالة منذ عام 1999.
النوع الذي سيتم حذفه هو المصل الفموي لأنه أصبح في بعض الأحيان يتحوّل ويصيب البشر بالمرض. حذف هذا النوع من المصل سيقضي تمامًا على حدوث ذلك، فلا يعطي للمرض أي فرصة للرجوع مرة أخرى. ذكرت مبادرة القضاء على شلل الأطفال أن هذا المشروع هو واحد من أكثر المشاريع طموحًا في تاريخ مشاريع الأمصال والقضاء على الأمراض.
هذا الجهد العظيم والخطوات الطموحة التي اتُخِذَت على مستوى العالم، كانا نتيجة تعاون بين جميع القائمين على هذا المشروع. منذ عام 1952، عندما أصاب المرض 20 ألف أمريكي، بعضهم ظلوا بلا علاج حتى أصيبوا بشلل دائم، منذ ذلك الحين عمل العالم كله على التخلص من المرض. في عام 2015، وصلت عدد الحالات إلى 96 حالة فقط في العالم كله.
1988 كان عامًا فارقًا في المبادرة، حيث بدأت كل المنظمات العالمية في التعاون للقضاء على المرض، حيث أصيب في هذه السنة حوالي 350 ألف شخص. منذ ذلك الحين، وصار عدد المصابين يتضاءل، وعدد الذين تم علاجهم يرتفع، وعدد الذين حُصنوا ضد المرض تخطى الـ2.5 مليار طفل حول العالم في 200 دولة بسبب 20 مليون متطوع على مستوى العالم.
مرض شلل الأطفال هو مرض شديد العدوى، فهو ينتشر نتيجة للاتصال البشري أو في أغلب الأحيان من الحمامات غير النظيفة أو المناطق التي لا توجد بها شبكة صرف صحي جيدة أو المناطق التي يكثر بها التلوث، تحديدًا تلوث الطعام ومياة الشرب، مثل أفغانستان وباكستان، وهما الدولتان اللتان لايزال ينتشر بهما المرض، حيث كانت الـ74 حالة الذين أصيبوا في السنة الماضية منهما فقط، بالإضافة إلى الحالات التسع الموجودة حاليًا.
قال ”د. والتر أورنشتاين“، المدير المساعد لمركز المصل بجامعة إيموري، أن اتحاد البشرية أصبح ضرورة الآن للوقوف أمام العدو المشترك والقضاء عليه في أسرع وقت. وبعد ذلك، يمكننا أن ننتقل إلى عدو آخر للقضاء عليه وعلى كل ما يؤثر علينا كبشر في جميع أنحاء العالم.
المصادر