حضور الحفلات الموسيقية يخفض مستويات الكورتيزول
كتبت: مها طه
أظهر الباحثون، لأول مرة، أن حضور حفل موسيقي يمكنه أن يخفض من مستويات هرمونات التوتر بما في ذلك هرمون ”“الكورتيزول“، وهذا ما قاله الباحثين ”ديزي فانكورت“ و”هارون ويليامون“ من الكلية الملكية في لندن، وقد نُشر البحث في مجلة ”الصحة العامة“.
كانت الأدلة الأولية التي توصل إليها فانكورت وويليلمون تفيد بأن حضور حفل موسيقي يكون له تأثيره على نشاط الغدد الصماء وتقليل مستويات التوتر، وهو ما توافق مع النتائج التي توصلت لها 22 دراسة سابقة أظهرت أن الاستماع للموسيقى في مختبر أو مستشفى يمكنه أن يقلل من مستويات هرمون ”الكورتيزول“.
ولاختبار فوائد حضور الحفلات الموسيقية في أثناء أحد العروض المباشرة، قام فانكورت وويليامون باختيار 117 متطوع يتراوحون ما بين عاشقي حضور الحفلات الموسيقية وبين من يحضرون الحفلات بصورة نادرة جدًا لحضور اثنين من الحفلات الموسيقية.
تم قياس مستويات هرمونات التوتر لدى المتطوعين عن طريق عينات من اللعاب قبل كل حفلة موسيقية، ثم بعد 60 دقيقة من بدء الحفلة وفي أثناء الاستراحة، وللقضاء على المتغيرات تم عزف نفس المقطوعات الموسيقية لنفس المدة، حيث وجد الفريق أنه في جميع الحالات، انخفضت مستويات هرمونات الكورتيزول والكورتيزون خلال الحفلتين.
الجدير بالذكر أن هرمون ”الكورتيزول“ يفرزه الجسم في حالة التوتر والغضب والإجهاد البدني والعقلي، وعلى الرغم من أنه يمكن أن تكون له آثار جيدة في حالات الجرعات الصغيرة منه _يوفر حالة من اليقظة والنشاط_ لكن ارتفاع معدلاته عند إفرازه بصورة كبيرة نتيجة للتوتر والاجهاد الدائم قد يؤدي للإصابة بأمراض القلب والسكري، وأحيانًا زيادة الوزن والعجز الجنسي لذلك يجب خفض مستوياته بانتظام.
كتب الباحثون أنه من الجدير بالملاحظة أن أيًا من هذه التغيرات البيولوجية لم ترتبط بالتقدم بالعمر والخبرة الموسيقية والتعود عليها، مما يعني أن هذا الاستجابة لا يختص بها أفراد معينيين وأن حضور الحفلات الموسيقية عمومًا يخفض من مستويات هرمون التوتر.
الجدير بالذكر أن هذه الدراسة اعتمدت على عدد صغير من المتطوعين كما أنها اعتمدت على نوع موسيقي واحد وهو النوع الكلاسيكي، واعترف الباحثون بذلك، ولكنهم سيستمرون فى استكمال الدراسة على أنواع مختلفة من الموسيقى لتبين علاقتها بخفض مستويات التوتر.
المصادر: