دراسة: موسم الولادة يؤثر على إصابتك الحساسية
كتب: أحمد حسين
كتب الباحثان ”جون هولواي“ و”جابريلا لوكيت“ بجامعة ثاوثهامبتون تقريرًا نُشر في جريدة (The Conversation) أنهم توصلوا إلى أن موسم الولادة يضع ختمًا على الحمض النووي الخاص بك ويؤثر على إصابتك بالحساسية، فالبشر المولودون في الخريف أو الشتاء أكثر عُرضة للإصابة بالحساسية من البشر المولودون في الربيع أو الصيف. لا أحد يعرف سبب هذا الأمر بدقة لكن هناك بعض الفرضيات التي لم يتم تأكيدها حتى الآن.
تشمل التغيرات الموسمية مثلًا ضوء الشمس (والذي يمكن أن يؤثر على مستويات فيتامين D)، ومستويات مثيرات الحساسية كحبوب اللقاح وسوس غبار المنزل (يختلفان حسب الموسم)، وتوقيت التهاب الصدر الأول عند الأطفال (حيث تزيد نزلات البرد في فصل الشتاء). لكن بغض النظر عن كل هذه التغيرات لم يكن أحد يعرف سبب بقاء هذا التأثيرات على البشر لفترة طويلة.
اختبرت هذه الدراسة ما إذا كانت العلامات الجينية في الحمض النووي للشخص يمكن أن تكون السبب في هذه الآثار خلال موسم الولادة. بالطبع لا يتغير الجينوم الخاص بك اعتمادًا على الموسم الذي ولدت فيه لكن هناك علامات جينية تُطبع على الحمض النووي الخاص بك يمكنها أن تؤثر على عمليات إنتاج البروتين، فتؤثر على الاستجابات المختلفة للمناعة والحساسية وغيرها، حيث تتغير هذه العلامات الجينية استجابةً للبيئة.
وبعيدًا عن الحساسية، أظهرت بعض الدراسات الأخرى أن موسم الولادة يرتبط أيضًا بمخاطر الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب والفصام وغيرهم. يمكن أن تكون هذه العلامات الجينية هي السبب في الإصابة بهذه الأمراض لكن هذا يتطلّب مزيدًا من التحقيق.
بالطبع هذه ليست نصيحة للنساء لتغيير توقيت الحمل وموسم الولادة لكن معرفة ما إذا كان موسم الولادة مؤثرًا أم لا ستؤدي إلى الحد من خطر الإصابة بالحساسية لدى الأطفال. على سبيل المثال، إذا اكتشف الباحثون أن أشعة الشمس التي تمر بها الأم أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية تؤثر في زيادة الحساسية لقلة فيتامين D، فيمكن حينها إعطاء الأم في فترة الحمل جرعات من فيتامين D لتقليل الحساسية لدي المولود.
تعد هذه الدراسة خطوة في الإتجاه الصحيح للقضاء على الحساسية، الأمر فقط يحتاج إلى مزيد من التجارب والأبحاث.
المصدر