العثور على أصغر وحيد قرن فى العالم لأول مرة منذ 40 سنة
كتبت : مها طه
تُشير التقديرات إلى أن هناك أقل من 100 وحيد قرن سومطرى تبقى حتى الآن فى البرية، والذي لم يراه أحد فى موطنه الأصلى منذ حوالي أربعة عقود لكن الأسبوع الماضي فى بورنيو فى أندونيسيا استطاع العاملون فى مجال الحفاظ على البيئة أخيرًا الإمساك بأنثى وحيد القرن السومطرية، وهو ما يعنى أنها محمية حاليًا من الصيادين، ويُحتمل أن تكون ولدت.
صرح ”سايمون ستيوارت“، خبير وحيد القرن من الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة للجارديان، أن هذا شئ نادر جدًا جدًا مضيفًا أن العثور على وحيد قرن سومطرى هو خبر سار للغاية حيث أن عددهم حول العالم يصل لمئة فقط.
وحيد القرن السومطري هو أصغر انواع وحيد القرن فى العالم، وزنه يترواح بين 500 لألف كيلوجرام، وحيد القرن السومطرى معروف باسم وحيد القرن الآسيوى ذو القرنين حيث أنه النوع الآسيوى الوحيد الذى يمتلك قرنين بدل واحد فقط، ويغطى الشعر البنى المحمر معظم جسده، مما يجعله معروف أيضًا باسم وحيد القرن المُشعر.
تضاءلت أعداد وحيد القرن السومطري بسرعة على مدى العقود القليلة الماضية بسبب تغير بيئتها والصيد الجائر. فى أغسطس 2015، تم إعلان هذه الأنواع منقرضة فى البرية فى ماليزيا، ويوجد حاليًا 9 فقط فى حدائق الحيوان فى جميع أنحاء العالم.
التقط الباحثون علامات على وجود هذه الأنواع عن طريق الكاميرا وآثار الأقدام والروث، حتى الأسبوع الماضي كان هذا كل ما يمكن أن يفعلوه لمحاولة العثور على وحيد قرن منذ أن تمت مشاهدته أخر مرة فى السبعينات.
قال ”باك إفرانزجاه“، المدير التنفيذي لشركة WWF أندونيسيا فى تصريح صحفى، أن هذا الاكتشاف مثير، كما أضاف أنهم الآن لديهم دليل على أن الأنواع التى بدى وكأنها انقرضت لازالت تعيش فى الغابات، وعليهم الآن أن يعززوا الجهود لحماية هذه الأنواع غير العادية.
يُقدر عمر هذه الأنثى ما بين أربع وخمس سنوات، والآن يتم نقلها لإعادة اسكانها فى مكان آخر يبعد عن المكان الذى وُجدت فيه بحوالي 160 كم. الخطوة التالية هى زيادة الجهود المبذولة لإيجاد المزيد من أفراد وحيد القرن السومطري الحية فى المنطقة. من خلال النظر فى الصور التي التُقطت مؤخرًا من قبل الكاميرات، توصل الباحثون إلى أن هناك 15 فرد أخر، والآن يحاولون التوصل لكيفية العثور عليها، ومحاولة إكثارهم.
كما جاء فى تقرير ”الجارديان“ أن إناث هذا النوع تحتاج للتكاثر بشكل منتظم وإلا ستتطور لديها أورام تجعلها عقيمة. الوقت فقط هو ما سيثبت إذا كان من الممكن إنقاذ وحيد القرن السومطري أم لا، حيث أن الباحثين حتى الآن ليسوا متأكدين فى هذه المرحلة إذا كان هناك ما يكفي منهم لوضع برنامج تكاثر قابل للتطبيق وللحفاظ عليهم من خطر الانقراض لكن مازال العثور على هذه الأنثى يمثل اكتشاف مدهش، حيث أنها الأولى منذ ما يقرب من نصف قرن مما يُعطى الأمل فى إنقاذ هذا النوع.
المصادر