الساعة البيولوجية ”الملخبطة“ دليل على ضعف موقفك!
كتبت: مها طه
”مبتنامش بالليل كويس ؟ حاسس إنك تعبان طول النهار؟ تبقى ساعتك البيولوجيه ملخبطة!“ جملة بنسمعها كتير أوي، وأحيان كتير ممكن نكون إحنا نفسنا اللي بنقولها لحد تاني، لكن يا ترى هل فعلًا إحنا عارفين إيه هي الساعة البيولوجية؟ طب مكانها فين من الجسم؟ ويا ترى إيه علاقتها بالنوم؟
إيه هي الساعة البيولوجية؟
الساعه البيولوجية هي نظام موجود فى معظم الكائنات الحية. بتنظم معظم العمليات البيولوجية والسلوكية اللي بتحصل في الجسم على مدار اليوم. الساعة البيولوجية ليها إيقاع معين بتتحكم فيه سلوكيات معينة أو عوامل حيوية معينه، زي الضوء ودرجة حرارة الجسم وكمان بعض التغيرات النفسية.
كل الأحداث دي بتتم في دورة منتظمة الإيقاع غالبًا وبتتوافق مع دورة الليل والنهار والتعاقب ما بينهم أو تعاقب الفصول على مدار السنة، لأن برضة تعاقب الفصول بيأثر في طول الليل والنهار وتعاقبهم. وهو ده بالظبط إبقاع الساعة البيولوجية.
الساعه البيولوجية بتشتغل وفقًا لمجموعة من التغيرات الكيميائية اللى بتحصل في خلايا الجسم. ولأن الخلايا بتتأثر بجموعة من العوامل داخلية وخارجية اللي شرحناها، فبتقوم الخلايا بإرسال إشارات كيميائية بتستقبلها الساعه البيولوجية وتقوم بتنظيم العمليات الحيويه المختلفه في الجسم طبقًا للإشارات دي.
فى البداية ربط العلماء بين الساعه البيولوجية و دورة النوم و اليقظة، لكن الدراسات أثبتت إن الساعه البيولوجية مسئولة كمان عن الإحساس بالجوع، والوعي العقلي، والحالة المزاجية، والتوتر والقلق، ووظائف القلب والمناعة، وغيرهم كمان.
تأثير الساعة البيولوجية على الصحة العامة
سهل أوي نلاحظ التأثير الكبير للساعة البيولوجية على أي شخص فى حالة ساعات السفر الطويلة. مثلًا لما تسافر عبر مناطق زمنية مختلفة (فروق توقيت كبيرة)، ساعتك البيولوجية هيختلف إيقاعها عن الساعة الحقيقية. مثلًا لو مسافر البرازيل فأنت هتفقد 3 ساعات، ولو صحيت الساعة 7 الصبح، ساعتك البيولوجية هتفضل فاكرة إن الساعة 4 الفجر، وده طبعًا هيخليك تحس بقل واضطراب وقلة نوم وتشوش مع إنك ممكن تكون نايم عدد ساعات طبيعي.
بيمتد تأثير الساعة البيولوجية كمان في حالات الشغل اللي مالوش مواعيد منتظمة، فلو مثلًا حضرتك ممرضة بيتشتغلي لمدة أسبوع من الساعة 7 صباحًا لـ 7 مساءًا في شيفت عمل صباحي، والأسبوع اللي بعده بتشتغل من 7 مساءًا لـ 7 صباحًا في شيفت مسائي، في الأغلب ده هيتسبب في حالة إرهاق جسدي رهيبة ولخبطة في كتير من الوظايف الحيوية التانية. ده بالإضافة لكمان لفكرة العمل بالتوقيتات الصيفية والتوقيتات الشتوية اللي بتؤدي لتغيرات في الساعة البيولوجية في الجسم.
الخلل فى الساعة البيولوجية ممكن يؤدي لمشاكل مختلفة. وفقًا لدراسات فإن حوادث السير وإصابات العمل ممكن تحصل كنتيجة لنقص عدد ساعات النوم بمقدار ساعة واحدة. كمان مرضى القلب بيكونوا أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية نتيجة تغيير التوقيت الصيفى. ومازال العلم مستمر فى الكشف عن وجود علاقة بين اضطراب الساعة البيولوجية والأمراض المزمنة زي أمراض القلب والسكر،ده غير احتمالية علاقتها بالسمنة والاكتئاب والاضطرابات الموسمية.
اتضح كمان إن نفس العوامل الجينية والحيوية اللى بتتحكم فى الساعة البيولوجية بتتحكم فى نفس الوقت في عمل باقى أجهزة الجسم، لكن لحد اللحظة دي منقدرش بالظبط هل اضطراب الساعة البيولوجية هو اللي يؤدى للغصابة بالأمراض دي، لا العكس هو الصحيح. وعلى كل الأحوال اللي متأكدين منه هو إن المحافظة على الدورة اليومية الطبيعية من النوم بالليل والاستيقاظ بالنهار، ممكن يبقى وسيلة لضمان الصحة العامة للجسم والحفاظ على الوظائف الحيوية.
مكان الساعة البيولوجية وعلاقتها بالنوم
الساعة البيولوجية موجودة في المخ، وتحديدًا فوق العصب البصرى مباشرةً فى منطقه اسمها (تحت المهاد). الموقع ده تحديدًا بيخلي الساعة البيولوجية تقدر تستقبل الإشارات العصبية الخاصة بالضوء من البيئة المحيطة عشان تساعد في ضبط إيقاع الساعة البيولوجية.
المخ بيحتاج لضوء النهار عشان يقدر يضبط نفسه يوميًا, فلما حد يفضل في ظلام مستمر لفترة، بيبدأ المخ يطول مدة الدورة اليومية لـ25 ساعة بدل 24. وكذلك لما بيحصل خلل فى الجينات اللى بتتحكم في إيقاع الساعة البيولوجية، ممكن تختل دورة النوم تمامًا. وده ممكن يؤكد أهمية وتأثير فى ضبط إيقاع الساعة البيولوجية.
التكامل اللي بيحصل ما بين تأثير الضوء وتأثير الجينات في ضبط إيقاع الساعة البيولوجية يعتبر مثال حي على ضرورة التناغم بين العوامل الفيزيائية المحيطة بأي كائن حي وبين جيناته الداخلية، عشان يضمن الجسم أفضل كفاءة لكل أعضاءه ووظايفه الحيوية.
أما عن علاقتها بالنوم، فإيقاع الساعة البيولوجية مهم جدًا عشان يضبط أنماط النوم من خلال تحكمها في إفراز هرمون “الميلاتونين” المسئول عن الغحساس بالنعاس، ونظرًا لإن الساعة البيولوجية فق العصب البصري مباشرةً، فهي بتستقبل الإشارات من العين عن كمية الضوء، ولو كانت كمية قليلة، ده معناه إن الميلاتونين يتفرز ويلا بينا نتاوب ونقوم ننام دلوقتي حالًا.
المصادر: Harver Education The Atlantic Nigms.nih.gov/Education The Brain