.
النشرة

عينة دم قد تساعد فى تشخيص 5 أنواع من السرطانات القاتلة فى نفس الوقت

كتبت- مها طه

تمكن مجموعة من العلماء فى الولايات المتحدة الأمريكية من تحديد علامة جينية مشترك فى الـDNA الموجود فى خمسة أنواع مختلفة من السرطانات. هذا الاكتشاف قد يؤدى لتطوير تحليل بسيط للدم، والذى قد يكون قادر على تشخيص مجموعة متنوعة من أنواع السرطان فى مراحل مبكرة في نفس الوقت.

هذه العلامة الجينية نتجت عن تحور كيميائى فى الـDNA يُسمى ”methylation“،  والذى يؤثر على قدرة الجينات للتعبير عن نفسها، وبعد تحديد هذه العلامات، وكشف العلماء عن أدلة ثابتة لوجودها فى 5 أنواع من مختلفة من السرطان وهي: القولون، الرئة، الثدى، المعدة، وبطانة الرحم.

وقالت ”لورا إلنتسكى“، عالمة الأحياء الحسابية فى المعهد الوطنى الأمريكى لأبحاث الجينيوم البشرى (NHGRI)، إن إيجاد هذه العلامة الجينية المميزة يشبه البحث عن شجرة راتنج صنوبرية فى وسط غابة من الأشجار الصنوبرية، ويُعد التعرف عليها تحدي تقني، وتمكن فريق العلماء من إيجاد هذه العلامة المميزة بمعدل أعلى حول الجين المعروف بإسم (ZNF154)، والذى يوجد فقط فى السرطانات.

تم نشر هذه النتائج فى دورية التشخيص الجزيئى ”The Journal of Molecular Diagnostics“، بناءًا على البحث الذى قام به فريق ”إلنتسكى“، والذى اكتشف هذه العلامات حول الجين فى عام 2013، والذى يُشتبه أنها العلامات البيولوجية للسرطان.

وقال ”دان كاستنر“ المدير العلمى بـ(NHGRI)، أن غربلة كل هذه المعلومات الجينية للعثور على العلامات لم تكن أبدًا عملية سهلة، ولكن عزلها كان يستحق الجهد المبذول، فهى عملية شاقة ولكنها قيّمة، وأضاف أن التوصل لهذه النتائج يُعتبر خطوة مهمة فى تطوير تحليل للكشف عن وجود السرطان فى مراحله المبكرة فى الدم.

والآن يعمل الباحثون على معرفة ما إذا كان من الممكن استخدام هذه العلامات فى التعرف على وجود السرطان من خلال عينات الدم من المرضى المصابين بسرطان المثانة والثدي والقولون والبنكرياس والبروستاتا، بالإضافة للتحقق من أن هذه الطريقة ستؤدى للحصول على نتائج أفضل فى النساء المصابات بسرطان المبيض، عن طريق الكشف بطريقة أفضل عن وجود الخلايا السرطانية المتكررة.

وحتى الآن لا يستطيع العلماء فهم هذه الصلة بين وجود الأورام و العلامات البيولوجية ”الميثيلة“ بمعدل مرتفع، ولكن تظل لديهم بعض التصورات منها أنه من الممكن أن يكون وجود هذه العلامات دليل على حدوث انحراف فى العمليات الطبيعية للخلايا، أو ربما يعكس مدى نمو الورم والذى يستهلك طاقة، مما يؤثر على العمليات الخلوية والتى تحافظ على النمو ضمن الحدود الطبيعية.

إجراء المزيد من الأبحاث قد يساعد فى شرح أهمية هذا الاكتشاف بعمق، ولكن فى نفس الوقت يظل هذا الاكتشاف قريب إلى حد بعيد من إمكانية عمل تحليل دم يكشف عن وجود عدة سرطانات فى نفس الوقت، قالت ”إلنتسكي“ أنها وفريقها قد وضعوا حجر الأساس لتطوير التحليل، الذي يمكن من خلاله تشخيص السرطان فى مراحله المبكرة، ما يعني زيادة الأمل فى اللحاق به و علاجه فى وقت مبكر، وزيادة معدل النجاة منه، وإعطاء الأمل للمصابين بأنواع مختلفة من السرطان.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى