اعرف إزاي تتعامل صح مع الدوا بتاعك في البيت

كتبت: مها طه

لو سألنا أي حد عندكم كام علبة دوا في بيتكم؟ هيقولك كتير. طب هتسأله كل قرص دوا أخدته من علبة منهم كان دكتور كاتب لك عليه؟ هيقولك لأ. هتكمل معاه وتقوله تطوعت وأخدت مسكنات أو مضادات حيوية من نفسك؟ هيقولك صح بس هنكر 😀

فإحنا هنختصر الأسئلة دي كلها على بعض وندخل على طول في الموضوع. الدوا اللي فيه علاجك لو تعاملت معاه باستهانة قد يؤدي لمرضك وموتك لا قدر الله، وهنا هنتكلم عن القواعد الأساسية اللي لازم أي حد يعرفها عشان يتعامل صح مع الدوا وخصوصا الموجود في البيت وتحت إيدينا. يلا بينا:

تعارض الأدوية مع بعضها:

لازم تخلي بالك من تعارض الأدوية مع بعضها. لو حضرتك بتاخد مجموعة من الأدوية لعدد من الأمراض أو حتى لعلاج نفس المرض، لازم يكون الدكتور المُتابع لحالتك والصيدلي على معرفة تامة بالأدوية دي كلها، لأن ببساطة في بعض الأدوية ممكن تتعارض مع غيرها، وساعتها بيحصل حاجتين إما تعطيل عمل واحد فيهم أو حتى تعطيل الاتنين لبعض، والحاجة التانية وهي الأخطر بقى هو إن أحد الأدوية يؤدي لظهور الآثار الجانبية للدواء التاني.

تاخد مثال؟ نقولك مثال..

استخدام أدوية زي الأسبرين مع الوارفرين أو الكومادين (أدوية للوقاية من النوبات القلبية) اللي بتُستخدم لمنع تجلُط الدم، ممكن يؤدي لمضاعفة تأثير كل واحد منهم، يعني زيادة سيولة الدم بشكل كبير والتعرض لخطر النزف الشديد في أي وقت.

استخدام بعض أنواع أدوية معادلة حموضة المعدة (antacids) واللي بتُستخدم في حالات قُرح المعدة وارتجاع المرئ ممكن يتعارض مع أدوية سيولة الدم اللي بتمنع تكوين الجلطات زي الأسبرين، وهنا بقى أدوية المعدة بتوقف تمامًا عمل أدوية السيولة وده طبعًا ممكن يؤدي لزيادة خطر الإصابة بالجلطات أو النوبات القلبية.

يبقى العواقب اللي ممكن تحصل تسبب كارثة ولا لأ؟!

تعارض الأدوية مع الأكل: 

الأدوية مش بس ممكن تتعارض مع بعضها دي كمان ممكن تتعارض مع بعض نوعيات الأكل، وعشان كده لازم الدكتور والصيدلي يحذروا المريض من تناول أطعمة معينة في أثناء فترة العلاج لو الاتنين هيتعارضوا مع بعض.

يعني مثلًا الجريب فروت بيتعارض مع أدوية خفض الكوليسترول في الدم وأدوية الحساسية والضغط العالي وكمان أدوية الغدة الدرقية، بالإضافة لأقراص منع الحمل وأدوية معادلة حموضة المعدة وأدوية السعال (الكُحة)، وعليه فالأشخاص اللي بياخدوا أي من الأدوية دي لازم يتجنبوا تمامًا الجريب فروت في فترة العلاج. بالمناسبة الكلام ده لا ينطبق على باقي الحمضيات المعروفة زي البرتقال واليوسفي.

أما الخضراوات الورقية الخضراء زي الكرنب والجرجير والخس وغيرهم بيتعارضوا مع أدوية منع تجلُط الدم، وده لأنها بتتداخل مع عوامل تجلُط الدم المُعتمدة على وجود فيتامين ك، بمعنى تاني لما تاكل خضراوات ورقية بشكل كبير فهي هتزود جسمك بكميات من فيتامين ك اللي بيساعد في تجلُط الدم، وبكدة هتتعارض مع أدوية منع التجلُط، وبكدة ممكن تنشأ مشاكل خطيرة أهمها الإصابة بالجلطات.

اعرف أكتر| أكله كله غذا وفيتامين – فيتامين ك اللي لولاه الجرح مايلتئمش

بالإضافة لفكرة تعارُض بعض الأطعمة مع الأدوية فكمان لازم نقول إنه من الأسلم في حالات أخذ الأدوية عن طريق الفم (أقراص) إن يتم بلعها بمياة مش بعصير أو مياه غازية، لأنها ممكن تتداخل مع الدواء وتقلل من فاعليته أو حتى توقفها تمامًا، وبالتالي فالمياه هي الحل الأمثل.

حساسية الأدوية:

بعض الأشخاص بيكون عندهم حساسية من أنواع معينة من الأدوية، وده لازم يكون الشخص نفسه على دراية بيه، وطبعًا يبلغ الطبيب والصيدلي بالمادة اللي عنده منها حساسية، لأنه غالبًا مش بتكون الحساسية من دواء بعينه، لكن من مركب أو مادة فعّالة بعينها مسببة للحساسية وممكن تكون موجودة في تركيب أكتر من دوا.

من أشهر أنواع الحساسية المعروفة للأدوية، هي الحساسية للبنسلين والمضادات الحيوية المُنتمية لنفس عائلة البنسلين، أدوية السلفا، الأسبرين والإيبوبروفين وأدوية مضادات الالتهاب غير السترويدية، أدوية السالسيلك.

الحساسية لدواء مُعين بيتم التعرف عليها يا أما عن طريق عمل اختبار حقن تحت الجلد زي ما هو معروف قي حالات العلاج بالبنسلين، أو عن طريق تعاطي الدواء من غير ما تعرف وساعتها بتظهر أعراض الحساسية زي التورم أو الاحمرار والحكة (الهرش) وبتروح لدكتور يحدد لك المادة اللي سببت لك الحساسية وبعدها بيكون لازم الابتعاد تمامًا عن المادة الفعّالة دي وبتطلب من الدكتور أو الصيدلي إنه يوصف لك بديل غير محتوي على المادة دي.

الأدوية المشهورة:

خلينا نعترف إننا كمصريين عندنا مجموعة كده من الأدوية اللي بتتاخد على طول لا دكتور بقى ولا صيدلي ولا أي حد، ويمكن تطلع طبيعة بشرية مش عند المصريين بس.

فتتعب تقوم رايح على الصيدلية مشتري دوا على طول، وأشهر الأمثلة على الأدوية دي هي الأوجمانتين (مضاد حيوي) بيتاخد لأي حاجة تقريبًا، الكتافاست ومشتقاته، كتافلام وفولتارين ودول غالبًا في حالات وجع العظام والأسنان، وأخيرًا البنادول اللي بيشفي الصداع ويخفف الأوجاع!

كل الأدوية والعقاقير اللي بتدخل الجسم بيكون ليها تأثير علاجي مُعين، لكن كمان تقريبًا مفيش دواء مش بيكون له آثار جانبية، سواء لتعارُضه مع أدوية تانية أو حتى لخطر تناوله بشكل مفرط على أجهزة مُعينة في الجسم.

أولًا المضادات الحيوية، العالم كله أصبح واعي للكارثة اللي ممكن تدخل عليها البشرية واللي سموها عصر ما بعد المضادات الحيوية، واللي فيه مش هيبقى للمضادات الحيوية أي لازمة، لأن البكتريا والجراثيم هتكون تطورت بالشكل الكافي لمقاومتها كلها في الوقت اللي مافيش فيه أنواع جديدة من المضادات الحيوية، وده ممكن يؤدي لمئات الملايين من الوفيات حول العالم بحلول سنة 2050 طبقًا لتقديرات العلماء، وعشان كدة لازم يكون المضاد الحيوي تحت إشراف طبي كامل، وياريت لا يتم اللجوء ليه أصلًا إلا في الحالات الصعبة جدًا واللي تستلزم العلاج بيه.

اعرف أكتر| عصر ما بعد المضادات الحيوية: المقاومة التي تهدد البشرية

ثانيًا المُسكنات وأدوية البرد واللي كلها بتندرج تحت بند مضادات الهيستامين والبارسيتامول، طبقًا لكتير من الأبحاث حاليًا، فتعاطي مادة البارسيتامول بشكل كبير وعلى مدى طويل، بيؤدي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وده نتيجة لإن المادة دي بترفع من ضغط الدم عشان تقدر تخفف من الألم وتعالج الالتهابات، وبالتالي تناولها على المدى الطويل وبجرعات كبيرة بيكون الأذى الناتج عنه أكبر بكتير من النفع.

غير إن المُسكنات بشكل عام واللي كلنا بنتعامل معاها وكأنها بونبوني بتساهم في ترسيب حصوات على الكُلى في حالة التعاطي المُفرط، ده غير إن أحد آثارها الجانبية هو التأثير على وظائف الكبد، ولذلك بيُنصح دايمًا إن أدوية الباراسيتامول يتم التعامل معاها بحذر وفي حدود معينة.

اعرف أكتر| دراسة ضخمة تظهر العلاقة بين المسكنات وخطر الإصابة بالأزمة القلبية

الأدوية وقرحة المعدة:

من المعروف إن المعدة في الطبيعي بتفرز حمض عشان تقدر تقوم بعملية هضم الطعام، لكن طبعًا المعدة جهاز بيشتغل وفقًا للإشارات اللي بتيجي ليه، يعني ببساطة معدتك بتتعامل مع الدواء وكأنه أكل، فهي لازم تقوم بوظيفتها وتهضمه. فلما حضرتك تاخد قرص من دواء معين على معدة فاضية، معدتك هتبدأ تتعامل معاه زي زيه الأكل وتفرز قدر كبير من الأحماض عشان تهضمه.

يمكن مع أول مرة وتاني مرة مش هتحس بأي حاجة والدواء هيعمل مفعوله عادي جدًا، لكن على المدى الطويل هتبدأ أحماض المعدة تزيد بشكل كبير يؤدي لبطء تجدُد البطانة اللي بتحمي المعدة من الأحماض، وبالتالي تبدأ الأحماض تعمل تآكل في جدار المعدة نفسه، وهي دي الحالة المعروفة بقرحة المعدة. طبعًا لازم التنويه بإن في أدوية أصلًا لازم تتاخد على الريق أو قبل الأكل، ودي بتكون أنواع مُعينة والطبيب أو الصيدلي هو اللي بيحددها.

الالتزام بالجرعات والمواعيد:

الطبيب أو الصيدلي هما بس الأشخاص اللي مسموح لهم تحديد الجرعات والمواعيد اللازمة لأخذ الأدوية، يعني ماينفعش يكون في دواء معين لازم يتاخد قبل الأكل، نقوم إحنا لأننا نسيناه ناخده بعده، أو جرعة قرصين فناخد قرص واحد، لأنه ببساطة الطبيب هو اللي عارف الحالة الصحية ليك والمرض اللي بتشتكي منه ودرجته، والصيدلي هو اللي عارف الجرعة والميعاد المناسب لأخذ الدواء. وهنا واجب التنويه برضه لإنه ومن المفروض _في كتير من الدول المتقدمة_ الطبيب هو المسئول عن تشخيص الحالة المرضية، والصيدلي دوره هو تحديد الدواء المناسب بالجرعة والميعاد والتوفيق بين الأدوية وبعضها.

فترة الصلاحية وفترة الفاعلية:

فرق واضح بين فترة الصلاحية وفترة الفاعلية للدواء، فترة الصلاحية هي الفترة اللي بيكون فيها الدواء غير مُضر أو غير سام، لكن مش بالضرورة معناه إنه مازال مفيد وقادر يقوم بوظيفته في الجسم، وهنا تيجي فترة الفاعلية لأنه في بعض الأدوية والمستحضرات الطبية بمجرد فتح العبوة، بتبدأ تتفاعل مع الهواء أو غيره وتتناقص فاعلية الدواء فيها.

مثلًا:

• دواء الشرب فترة صلاحيته ممكن تبقى سنتين لكن بمجرد فتحه ماينفعش يُستعمل بعد شهر.
• المضاد الحيوي ماينفعش يُستعمل بعد أسبوع من فتحه.
• اللبوس تاريخ صلاحيته هو هو تاريخ فاعليته لأنه بيتاخد واحدة واحدة وبالتالي مفيش أي تفاعل للباقي.
• قطرات ومراهم العين، قطرات الأنف والأذن أغلبها فاعليتها لمدة 4 أسابيع.
• بخاخات الأنف والكريمات لمدة 12 أسبوع في الغالب.

وفي الآخر نتمنى لكم الصحة والعافية والشفا لأي مريض : )

---

المصادر: pharmacytimes  webmd  ncbi  webmd  healthline mayoclinic  webmd