جهاز جديد للمخ يساعد المرضى المعزولين على التواصل
كتب: أحمد حسين
يواجه المريض الواعي سواء غير القادر على التواصل عمومًا أو مُصاب بالشلل التام صعوبة في التواصل مع أسرته وأطبائه، لذا ابتكرت مجموعة من العلماء جهازًا عبارة عن واجهة حاسوبية للمخ، يساعد هؤلاء على التواصل وقياس نسبة الأوكسجين في المخ أيضًا. المثير للدهشة أن المرضى المصنوع من أجلهم الجهاز كانوا سعداء به على الرغم من اقتصار التكنولوجيا الخاصة به على الإجابة بنعم أو لا فقط، وبعضها افتقدت للدقة، لكنه من المتوقع أن يتحسّن الجهاز كثيرًا في المستقبل.
هُناك مرض يُدعى «متلازمة المنحبس – Locked-in Syndrome»، يشعر المصاب به أن حواسه لا تعمل على الرغم من استيقاظه وإدراكه لكل شيء حوله، كابوس حقيقي يظهر فجأة للبعض بعد إصابتهم بجلطة دماغية أو نتيجة لمرض يُدعى «التصلب الجانبي – ALS» (مرض ستيفن هوكينج). بعض حالات متلازمة المنحبس يمكنها التواصل عن طريق الومض (تحريك الرموش والأجفان)، لكن البعض الأخر لا يستطيع أن يُحرّك ساكنًا.
استطاع البروفيسور «نيلز بيربايومر» أستاذ الهندسة العصبية، استخدام هذه التكنولوجيا لمساعدة الأطباء والأسرة على التواصل مع المريض بمتلازمة المنحبس الكاملة (من لا يُحرك ساكنًا)، واستخدم أيضًا تكنولوجيا تُدعى قريبة من الأشعة تحت الحمراء الطيفية (fNRIS)، لقياس مستوى الأوكسجين في الفص الأمام من المخ.
اختبر البروفيسور التكنولوجيا عن طريق سؤال المريض أسئلة يمكنه الإجابة عليها بـ «نعم» أو «لا»، مثل «هل باريس عاصمة فرنسا؟» أو «هل باريس عاصمة ألمانيا؟»، وكل سؤال فيهما يخلق نمط أوكسجين مختلف، وهذا ما يستخدمه الجهاز للتفريق بين إجابتي نعم أو لا. من هذه الأسئلة، بنى بيربايومر نماذج لأنماط الأوكسجين للإجابات الإيجابية والإجابات السلبية.
بالطبع لا تزال تجربة بيربايومر غير مكتملة حتى الآن، على الرغم من أن المرضى أصبحوا أفضل في السيطرة على تدفّق الدم، لذا انتقل بيربايومر إلى أسئلة أكثر تعقيدًا مع الوقت، فكانت نسبة نجاح الجهاز في التعرّف على الإجابات صحيحة بنسبة 70%. يحدث بالطبع في بعض الحالات أن يقرأ الجهاز ما يريده المريض بشكل خاطئ، ففي أحد المرات طلبت عائلة من الطبيب أن يسأل مريضًا الموافقة على زواج ابنته من صديقها الحميمي، وقرأ الجهاز رفض المريض 9 مرات من أصل 10، لذا فمن الصعب أن تؤخذ قرارات مصيرية عن طريق هذا الجهاز إلى الآن.
المصادر: iflscience plos