تقنيات التعديل الجيني تُعيد البصر جزئيًا في الفئران
كتبت: مها طـه
تمكن العلماء من استخدام تقنية التعديل الجيني التي يمكنها الجمع بين نظام التعديل الجيني (CRISPR) والقدرة على استهداف الخلايا التي لا تنقسم، وهو ما كان سابقًا يًعد مهمةً صعبة للغاية.
تُعتبر هذه التقنية الجديدة بمثابة إنجاز في علم الوراثة، حيث أن (CRISPR) هي الطريقة التي من خلالها يمكن قص أجزاء من الحمض النووي، وإعادة دمج أجزاء أخرى مكانها.
كافح العلماء لسنوات من أجل استخدام هذه التقنية على الخلايا التي لا تنقسم والتي تمثل معظم أنسجة وأعضاء البالغين. أعلن ”خوان كارلوس“، كبير الباحثين والأستاذ بمختبر سالك للتعبير الجيني في بيان، أنه وللمرة الأولى، تمكن العلماء من الدخول إلى خلية لا تنقسم وتعديل الحمض النووي بها، وهو ما يفتح المجال أمام الكثير من التطبيقات الممكنة.
وفقًا للدراسة التي نُشرت بمجلة ”Nature“ العلمية، فإن التقنيات السابقة مثل (CRISPR-Cas9) كانت تعمل فقط على الخلايا التي تنقسم، أما هذه التقنية الجديدة فإنها تعمل على الخلايا التي تنقسم بكفاءة أكثر بعشر مرات، كما يُمكنها العمل على الخلايا التي لا تنقسم.
كدليل على الفاعلية والإمكانية العلاجية لهذه التقنية الجديدة، قام الباحثون في جامعة سالك بدراسة على تحسين الرؤية في الفئران المُصابة بالتهاب الشبكية الصباغي، وهو مرض يُسبب ضمور الشبكية التدريجي.
في البشر، تُعتبر هذه الحالة كمرض وراثي يُصيب حوالي واحد من كل أربعة آلاف شخص. ويحدث في الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي بسبب تلف أحد الجينات والمُسمى بـ”Mertk“.
تقنية التعديل الجيني الجديدة والتي أطلق عليها العلماء اسم ”HITI“، والتي تم فيها استبدال جينات ”Mertk“ غير السليمة بنُسخ أخرى وظيفية، وبعد خمسة أسابيع لوحظ تحسُن الرؤية عند الفئران بالفعل.
هذا التحسُن يعني استجابة الفئران للضوء، بما يعني حدوث إصلاح لشبكية العين، وعلى الرغم من عدم استعادة البصر تمامًا في الفئران، فإن هذه التقنية أثبتت نجاحها، ما يجعلها تقنية واعدة للغاية، وربما إذا تم الاعتماد عليها بشكل مبكر قبل حدوث ضرر كبير، يمكن تجنُب الأضرار المستقبلية للمرض.
يأتي هذا الخبر في أعقاب أنباء عن استخدام العلماء الصينين لتقنية CRISPR للتعديل الجيني لأول مرة على البشر، وهو ما يجعل تقنية ”HITI“ بمثابة طريقة واعدة للبحث في علاج الحالات المختلفة بما فيها تلف شبكية العين والقلب والأمراض العصبية أيضًا.
وقالت ”رينا هيرنانديز“ مساعد مؤلف الدراسة في بيان، أن هذا النجاح المُبكر يجعل هذه التقنية واعدة للغاية، حيث يستخدم الباحثن هذا التقنية لإصلاح مناطق التلف والكسر في الحمض النووي، وإدخال الجينات الجديدة لهذه الخلايا التي لا تنقسم.
المصادر: salk ncbi nature iflscience