جرّاح أول عملية زرع رأس إنسان يستخدم الواقع الافتراضي لإعداد مريضه
كتبت: مها طـه
أعلن جرّاح الأعصاب الإيطالي ”سيرجيو كانافيرو“ الذي ينوي القيام بأول جراحة نقل رأس إنسان، أن المريض الذي سيخضع للعملية، سيمضي الكثير من الوقت اللازم لإعداده للعملية باستخدام جهاز الواقع الافتراضي، لجعله يعتاد على جسده الجديد.
عندما قرر دكتور ”كانافيرو“ القيام بالعملية العام الماضي، ووجد المتطوع ”فاليري سبيريدونوف“ الروسي البالغ من العمر 30 عامًا، ومصاب بمرض ضمور العضلات، أثار الجدل حول إمكانية القيام بهذه العملية.
منذ عدة أشهر نجح الجرّاح الصيني المثير للجدل، في زرع رؤوس مختلفة لأكثر من ألف فأر على مدار عامين ماضيين، والذي تطوع لمساعة كانافيرو للقيام بالعملية التي ستسغرق حوالي 36 ساعة.
قال ”هانت باتجير“، رئيس الجمعية الأمريكية لجرّاحي الأعصاب، العام الماضي، أنه إذا تمكن ”كانافيرو“ من القيام بالعملية، فإن المريض سيعاني مما هو أسوأ من الموت، حيث أنه من المستحيل توقع بما قد يشعره المرء حال وجوده في جسد شخص آخر.
في محاولة لإعداد المريض لما قد يواجهه عندما يستيقظ من العملية ويجد رأسه على جسد آخر مختلف عنه، قال ”كانافيرو“ أنه سيتم تدريب المريض على التعامل مع ردود الأفعال النفسية غير المتوقعة، عن طريق وضعه داخل جهاز الواقع الإفتراضي.
كما ذكرت وكالة بريس خلال عطلة هذا الأسبوع، أنه تم الإعلان عن هذا النظام خلال مؤتمر الكلية الملكية للأطباء والجراحين المنعقد في جلاسكو باسكتلندا يوم الجمعة الماضي. قال ”كانافيرو“ أن نظام الواقع الافتراضي يُعِد المريض بأفضل طريقة ممكنة للتعامل مع الواقع الجديد الذي سيعيشه بعد العملية، حيث سيتمكن فيه من العودة للمشي مرة أخرى.
قامت شركة ”Inventum“ لتكنولوجيا الهندسة الحيوية، ومقرها في ولاية شيكاجو الأمريكية، بتصميم نظام الواقع الافتراضي الجديد، بهدف مساعدة المرضى المحتملين الذين سيمرون بتجربة زراعة الرأس، وبالطبع في حال نجاح هذه العملية، وهو ما سيؤهل المرضى للتعامل مع واقعهم الجديد في ظل الحياة في جسد آخر. وها هي بعض الصور من داخل التجربة نفسها:
خلال نفس المؤتمر، أعلن ”كانافيرو“ أنه لا يزال لا يعلم المكان الذي سيقوم فيه بالقيام بالعملية في أواخر عام 2017، لكنه قال أن المملكة المتحدة من وجهة نظره هي المكان الأنسب في هذه المرحلة.
وأضاف أنه حظى بردود فعل جيدة من الجرّاحين في بريطانيا، وهو ما يُمكن أن يجعل المملكة المتحدة هي المكان الأنسب للقيام بالعملية، والبدء في مناقشة جميع المحاذير الأخلاقية حول القيام بالعملية، أما في حالة رفض المملكة المتحدة لحدوث هذا على أراضيها، فصرّح كانافيرو أنه سيلجأ للقيام بها في أي مكانٍ آخر، لكن في أوروبا تبدو المملكة المتحدة هي المكان الأنسب.
ما توصل إليه الدكتور ”كانافيرو“ في طريق التوصل إلى القيام بهذه العملية، وما حققه من نجاحات تتعلق بهذا الأمر، يجعل المجتمع العلمي يترقب بشدة ما ستؤول إليه المعطيات في الفترة القادمة، ولكن يبقى في الذهن أنه سواء حظيت العملية بالمواقفة أو الرفض، فإن الجرّاح الإيطالي مُصر على القيام بالعملية، مع وجود بعض التخوفات من أن فترة 12 شهرًا قد لا تكون كافية لإعداد المريض لتقبُل وضعه الجديد بعد الخضوع للعملية.
المصادر: msn sciencealert sciencealert