إعادة تشغيل القشرة البصرية في المكفوفين لحل المسائل الرياضية
كتبت: مها طـه
كشف بحث جديد أن القشرة البصرية في المكفوفين تكون قادرة على إعادة تشغيل نفسها للمساعدة في حل المسائل الرياضية، وهو ما يُعد مفاجأة حيث أنه من المعروف أن القشرة البصرية في المخ تتوقف وظيفتها على معالجة ما تراه الأعين لتحقيق الرؤية.
كشف البحث عن تمكُن المكفوفين من إعادة تشغيل القشرة البصرية في المخ وتوظيفها لحل المسائل الرياضية، حيث أن أنماط المخ تكون متماثلة في كلٍ من الأصحاء والمكفوفين عند حل المسائل الرياضية، مما يشير إلى أن ضرورة رؤية المسألة للتمكن من حلها ما هو إلا مبالغة، ولكن لم يكن هذا فقط الذي كشفه مسح المخ.
كشف البحث أن القشرة البصرية في الأشخاص المكفوفين منذ الولادة تكون نشطة في أثناء حل المسائل الرياضية، وكلما كانت المسائل أصعب كلما ازداد نشاط القشرة البصرية، والغريب أن هذا لم يكن موجودًا في مجموعة من المبصرين.
قال ”شيبرا كانجليا“، الباحث في جامعة جونز هوبكنز، أن الشبكة الخاصة بالأرقام في المخ تتطور بشكل مستقل تمامًا عن التجربة البصرية، حيث أن الأشخاص المكفوفين كانت لديهم نفس الشبكة الموجودة لدى المبصرين، على الرغم من أنهم لم يروا أي شئ مسبقًا.
في هذه المرحلة، لا يمكن للباحثين تفسير حدوث هذا وكيفيته، ولكن يميلون لفكرة أن المخ يستخدم المناطق غير المشغولة بوظائف (القشرة البصرية في المكفوفين) لاستخدامها لأداء المهام الصعبة، وهو ما يعني أن المخ لديه من المرونة ما يكفي للتأقلم على الموقف وإعادة تشغيل الجزء غير الفعّال فيه لصالح مهام أخرى تتطلب جهدًا أكبر.
تأتي أهمية هذه الدراسة، لأنها تُشير إلى مبدأ مهم وهو أن أي جزء من المخ يمكن أن يقوم بوظيفة جزء آخر، وهو ما يمكن أن يستغله العلماء بشكل كبير، هذه ليست أول مرة يكتشف العلماء فيها أن أدمغة المكفوفين تستطيع تغيير نفسها لأداء وظائف أخرى، حيث أظهرت دراسة أُجريت عام 2010 أن الأجزاء البصرية من الدماغ يمكنها أيضًا أن تتدخل لتعزيز اللمس والسمع.
أظهرت دراسة أخرى أُجريت العام الماضي على الأطفال المكفوفين، وأثبتت أنهم يمكنهم الاستفادة من القشرة البصرية عن طريق استخدامها لتحسين أداء مناطق معالجة الكلام في المخ، كما لو كانت القشرة البصرية منطقة فارغة في المخ يمكنها أن تستولي على أي وظيفة أخرى في المخ.
المصادر: