عيوب إنك تكون شخص ذكي جدًا!
كتب: أحمد حسين
ممكن تبقى فاكر إن الحياة هتكون أسهل، وأكثر سعادة، وفيها كل شيء متاح لدرجة كبيرة، لو كنت ذكي. لكن للأسف، الموضوع مش بالظبط كده، كونك ذكي ده في بعض الأحيان، مش هيكون شيء لطيف، للذكاء مساوئ، زيه زي أي شيء له جوانب سلبية، أو يعني اللي ممكن نُطلق عليها، الجانب الأخر من العُملة.
– في الغالب بيفكّر أكتر ما بيحس
دي مشكلة شائعة بين الأشخاص اللي بيكون مستوى ذكائهم عالي، خصوصًا المتحدثين اللبقين، اللي بيقدروا يستخدموا كلماتهم، كستار دخاني لمشاعرهم. ويا سلام بقى لو كانوا صادقين تمامًا، هيسمّعوك أحلى كلام.
الناس الأقل قدرة على التحدّث بوضوح، غالبًا بيلجأوا للتعبير البدني. يعني لو متضايق ممكن يزعّق، يضرب، يشتم. أو لو فرحان ممكن يضحك، يرقص، يغني، يتنطط من الفرحة. لكن الشخص اللي بيكون ذكي وفي نفس الوقت متحدث جيد أو لبق، بيقدر يعبّر عن مشاعرة دي بالكلام، وفي أوقات مابيقدروش يعبّروا عن المشاعر بوضوح، فبيهربوا بذكاء من التعبير عن المشاعر عن طريق تغيير سياق الكلام.
– الناس دايمًا بتستنى منه الأفضل
لما بتكون ذكي، والناس مدركين ده، بيستنوا دايمًا منك الأفضل، بغض النظر عن أي شيء، لما بتكون ذكي مفيش حد هيفكّر أوي في إنك إنسان فعندك مخاوف ونقاط ضعف وانعدام آمان تجاه أمور مختلفة. ده غير إن رد الفعل دايمًا، بيكون سيء جدًا، لو إنت ماكنتش قد الحاجة المطلوبة منك، وده ممكن يؤثر عليك بشكل سلبي جدًا.
وكرد فعل طبيعي من بعض الناس اللي بيدركوا فكرة التوقعات دي، بيبقوا حذرين جدًا تجاه الفشل، وبيخافوا يدخلوا في أي حاجة فيها نسبة خطر، وكل ده بسبب الخوف مما يمكن أن يحدث إذا فشلت في اللي مطلوب منك.
في الغالب الموضوع ده بيبدأ من الطفولة، لما الأباء بيلاقوا أولادهم أذكية جدًا، بيفضلوا يخوفوهم من الفشل، لدرجة ممكن تخليهم خايفين من خوض أي شيء جديد، مع إن الفشل ده، نتيجة محتملة لأي حد بيعمل أي حاجة في الدنيا، زية زي النجاح يعني. لذلك، لازم الأباء يكونوا حذرين من إنهم يصدّروا الأمر ده لولادهم.
– الذكاء ممكن مايعرفهوش قيمة بذل المجهود
لما الشخص الذكي جدًا، بيدرك إنه مش لازم يبذل مجهود كبير علشان ينجح، وإنه ممكن ينجح بالذكاء والفهلوة وبأقل مجهود، ساعتها مابيعرفش قيمة العمل الجاد، ولا بيعرف معنى إنه يطوّر نفسه، ويبذل مجهود ويشتغل أكتر علشان يتطوّر في شغلته، لأنه في النهاية بيكون شايف إن الشغل مش محتاج مجهود، محتاج ذكاء بس، وده يمكن حقيقي في بعض الأوقات، لكن في أوقات تانية، بتحتاج مجهود كبير.
– ممكن الناس تضايق منه لو بيصحح لهم أخطاءهم
أيوخ الـGrammar Nazis، أو المصححين اللغويين، أو الموسوعات الثقافية اللي ماشية على الأرض في صورة بني آدمين اللي مابيسيبوش حد يقول كلمة غلط إلا ويعدّلوا عليها. الموضوع ده ممكن يكون لطيف لو حصل مرة كل فين وفين مثلًا، لكنه بيبقى مزعج جدًا لو بيحصل بشكل دوري.
ده غير إن في ناس، بيكونوا حسّاسين جدًا تجاه فكرة إن حد يصحح لهم كلامهم كله، ده ممكن يخليهم فعلًا يبعدوا تمامًا عن الشخص اللي بيصحح ده، ولا يحبوا يخرجوا معاه، ولا يحبوا يقعدوا معاه في مكان واحد حتى.
– بيميل للتفكير المبالغ فيه (Overthink)
دي برضه مشكلة شائعة بين الناس الذكية، دايمًا بيحاولوا يفكروا في أي شيء، بشكل مبالغ فيه جدًا، ويحللوا الكلام ويروحوا لما وراء المعنى ومناطق بعيدة كده تمامًا، عن حجم الشيء اللي هو بيفكر فيه ده. في بعض الدراسات اللي اتعملت سنة 2015، قالت إن الناس الأذكية بيميلوا دايمًا للقلق والتوتر بسبب التفكير الزائد عن الحد أو المبالغ فيه ده.
– بيكون مدرك قد إيه هو مايعرفش حاجة
الذكاء بيكون لعنة، أو يعني شيء أقرب للعنة، لو بقيت كل ما تعرف، كل ما تدرك إنك مش عارف حاجة.
في تجربة اتعملت من زمان، اسمها ”تأثير دانينج – كروجر“، بتتكلم عن فكرة إنك كل ما كنت ذكي، كل ما اكتشفت إنك قد إيه جاهل، وكل ما كنت غبي، كل ما كنت مبالغ جدًا في قدراتك العقلية، وبتتكلم بكل ثقة وعمرك ما تشك في جهلك أبدًا.
في تجربة اتعملت في أحد الجامعات، امتحنوا مجموعة من الطلبة، وبعدين سألوهم عن أداءهم، وبيفتكروا إنهم جاوبوا صح على كام سؤال. الفريق البحثي لقوا إن الناس اللي جابوا درجات 50% أو أقل، كانوا فاكرين إنهم جاوبوا صح على معظم الأسئلة، في حين إن الناس اللي جابوا درجات عالية، كانوا فاكرين إنهم جاوبوا غلط وكانوا متشككين في إجاباتهم.
المصادر: businessinsider sciencedirect psych.colorado