علماء: العالم يفقد الكثير ونحن السبب
كتب: أحمد حسين
تفقد الأرض عددًا كبيرًا من الأنواع كل يوم. في عام 2010، قدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن من 150 إلى 200 نوع من النباتات والحشرات والطيور والثدييات تنقرض كل 24 ساعة، ويُعتقد أن هذا الرقم أكبر بـ1000 مرة من المعدل ”الطبيعي“.
والآن، وفقًا لدراسة جديدة نشرت في مجلة العلوم، فإننا نخسر الكثير من الأنواع، وهذا يمكن أن يضعنا جميعًا في خطر.
وجدت الدراسة أنه عبر 58% من مساحة اليابسة على سطح الأرض، انخفض التنوع البيولوجي _ وهو العدد الإجمالي للحيوانات والنباتات من الأنواع المختلفة التي تشكل النظام البيئي_ إلى الحد الذي قد يصفه العلماء بأنه تعدى منطقة الآمان. وهذا يعني أنه من الممكن ألا تدعم النظم الإيكولوجية (النظم البيئية) المجتمعات البشرية لأكثر من ذلك.
للوصول إلى هذه النتائج، جمعت الدراسة مجموعة بيانات عالمية لتغير التنوع البيولوجي، وذلك باستخدام أكثر من 2 مليون سجل، وما يقرب من 40 ألف نوع في 20 ألف موقع. وقارنوا هذه البيانات لاستخدام الأراضي التي استحوذ عليها البشر.
ويبدو أن الخسارة في التنوع البيولوجي تحدث لأن البشر يستخدمون المزيد من الأراضي لأغراض التنمية والبنية التحتية والزراعة. عندما يحدث هذا، فإنه يقلل من تكامل النظم البيئية، أو وفرة الأنواع التي تعيش في الطبيعة.
التنوع البيولوجي مهم لبقائنا بسبب العمليات الطبيعية، بما في ذلك تلقيح المحاصيل، وتحلل النفايات، وتنظيم دورة الكربون العالمية. على سبيل المثال، نشرت جريدة (The Verge) تقارير تقول بأن أكثر من 240 نوعًا من المحاصيل في جميع أنحاء العالم في حاجة إلى الملقحات، مثل النحل والفراشات.
وقال مؤلف الدراسة أندي بورفيس“ من متحف التاريخ الطبيعي، أن العلماء والباحثون والبشر بشكل عام، إذا لم يعملوا على رفع مستوى التنوع البيولوجي مرة أخرى، فذلك يعني أننا جميعًا أشبه بمن يلعب الروليت بشكل غير مضمون مع البيئة.
عندما تنخفض مستويات التنوع البيولوجي إلى نسب منخفضة للغاية، هذا يعني أن النظم البيئية الكبيرة ستفقد مرونتها. على المدى الطويل، قد يكون هذا مؤشرًا على حدوث مشاكل صحية للإنسان ومشاكل أقصادية أيضًا، لا سيما إذا كان يؤثر على قدرة الزراعة للحفاظ على البشر.
في حين أنه من غير المرجح أن النظم البيئية في كل مكان حولنا ستنهار تمامًا، لكنها ستصبح أقل مرونة، بمعنى أنه من الممكن أن تكون النظم البيئية أقل قدرة على الصمود أمام التحديات المستقبلية، مثل ارتفاع درجة حرارة الجو. أو كما قال ”تيم نيوبولد“، الباحث بجامعة كلية لندن، أن العالم حاليًا يتجه إلى ”منطقة عدم اليقين“ لإننا فقدنا الكثير من الأنواع.
المصدر: