5 آثار مباشرة لاستخدام السوشيال ميديا على المخ
كتبت: مها طـه
أكيد مش محتاجين نتكلم عن الإنترنت وتحديدًا ثورة وسائل التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا ، كلنا بقينا ليل ونهار بنتواصل مع بعض عن طريقها، دي يمكن كمان بقت الوسيلة الوحيدة لمعرفة الأخبار ومتابعة أي حاجة من اللي بيحصل حوالينا، ده غالبًا كمان حضرتك كنت ماسك موبايلك أو فاتح اللاب توب بتاعك على الفيسبوك وشوفت المقال ده فقررت تقراه، عشان تتعرف معانا إزاي السوشيال ميديا غيرت في مخنا.
5 آثار مباشرة للسوشيال ميديا على المخ
حاليًا مستخدمي السوشيال ميديا يُقدر عددهم بحوالي تلت سكان العالم، وده طبعًا مخلينا عارفين كويس تأثيرها على المجتمع نفسه، لكن غالبًا مش عارفين تأثيرها الكبير على المخ والجسم نفسه!
1- مش قادر تعمل log out من الفيس بوك؟
تقريبًا من 5 لـ10% من مستخدمي الإنترنت فاقدين للسيطرة على عدد الساعات اللي بيقضوها على السوشيال ميديا يوميًا، وده بيُصنف في علم النفس كنوع من أنواع الإدمان. أشعة المخ اللي تمت على مستخدمي السوشيال ميديا دول، أثبتت إن المناطق اللي بيتم تحفيزها عن طريق استخدام السوشيال ميديا هي هي المناطق اللي بيتم تحفيزها في حالة تعاطي المخدرات أو الكحوليات!
عند مدمني السوشيال الميديا ومدمني المخدرات وغيرها بيحصل تحلُل لمنطقة المادة البيضاء في المخ، ودي المناطق المسئولة عن السيطرة على المشاعر والانتباه واتخاذ القرار، وده لأن السوشيال ميديا بتأمن للمخ مكافآت سريعة مقابل مجهود بسيط جدًا، وعشان كده المخ بيلجأ للطريقة دي لتوفير السعادة لنفسه، وبيدفعك لإنك تفضل دايمًا مدمن للشعور اللي بتوفره السوشيال ميديا. الإحساس العصبي دي بيبقى مشابه جدًا للإحساس الناتج عن تعاطي المخدرات.
2- المهام المتعددة في نفس الوقت
بالنسبة لناس كتير الشخص اللي قادر يفتح الفيس بوك وتويتر وانستجرام وغيرهم من سوشيال ميديا في نفس الوقت اللي بيشتغل فيه وبيسمع مزيكا بيعتبر شخص عظيم قادر يقوم بمهام متعددة في نفس الوقت، لكن الحقيقة إن الدراسات أثبتت إن الأشخاص دول بيكون أداءهم للمهام أقل وأضعف من غيرهم، وده لأن زيادة المهام في نفس الوقت بيقلل من قدرة المخ على فلترة التداخلات وفصل كل حاجة لوحدها زي ما مثلًا موبايلك يتهز فجأة بنغمة الواتس آب في وسط اجتماع عمل مهم، وبالتالي بيبقى صعب على المخ معالجة المعلومات والاحتفاظ بيها في الذاكرة بشكل طبيعي.
3- «متلازمة فانتوم للاهتزاز»
بمناسبة بقى فكرة إن موبايلك يرن جوا الاجتماعات وفي وسط الشغل المهم، في حالة معروفة باسم «متلازمة فانتوم للاهتزاز» ودي حالة نفسية عُرفت مؤخرًا كنتيجة لكثرة استخدام السوشيال ميديا والموبايلات، الحالة دي هي اللي بتخليك كل 10 دقايق تبص للموبايل وتتخيل بين وقت والتاني إنه رن أو حد بعتلك مسج.
في واحدة من الدراسات اللي اتعملت على الحالة دي، لقوا إن 89% من المشاركين في التجربة قالوا إنهم مروا بالحالة دي على الأقل مرة واحدة خلال أسبوعين، وده معناه حاجة واحدة بس وهي إن المخ بقى مهيأ لفكرة استقبال المسج أو غيرها طول الوقت، لدرجة بتخليه يستقبل الإحساس بالهرش مثلًا وكأنه اهتزاز متعلق بالسوشيال ميديا.
طبعًا الكلام ده يبدو كلام مجانين، لكن للأسف فعلًا التكنولوجيا وبالذات السوشيال ميديا بدأت تغير كتير من طريقة تعامل المخ مع المؤثرات حواليه، وتغير كمان من استقبال الأعصاب نفسها للإشارات العصبية.
4- مكافآت المخ تأتي في صورة السوشيال ميديا
استخدام السوشيال ميديا بيحفز إفراز هرمون الدوبامين (هرمون السعادة)، وباستخدام أشعة الرنين المغناطيسي على المخ، اكتشف العلماء إن مراكز الإحساس بالمكافأة في المخ بتبقى أكثر نشاطًا في حالة مستخدمي السوشيال ميديا لما بيتكلموا عن عدد المتابعين ليهم مقابل عدد اللي هما بيتابعوهم، وده طبيعي كلنا كبشر بنحب نتكلم عن نفسنا ونلاقي ناس معجبة بينا وباللي بنقوله.
لكن الغريب بقى إن حوالي من 30 لـ40% بس من المحادثات المباشرة اللي بتكون عن تجاربنا الشخصية وبنحكي فيها عن نفسنا للآخرين، في حين إن حوالي 80% من محادثاتنا ونشاطنا على السوشيال ميديا بنتكلم فيه عن نفسنا بس، أنا أكلت، أنا سافرت، أنا اتجوزت وهكذا بقى.
الجزء اللي بيتم تحفيزه باستخدام السوشيال ميديا هو نفسه المسئول عن الإحساس بالحب والنشوة الجنسية والتحفيز وغيرهم من المشاعر المرتبطة بالسعادة، الغريب بقى إن المتعة الناتجة عن استخدام السوشيال ميديا أحيانًا ممكن تتخطى باقي المشاعر الطبيعية دي خصوصًا كل ما يزيد عدد المتابعين.
المخ بيبدأ يكافئ الشخص كل ما زاد عدد متابعيه وزاد كلامه عن نفسه على السوشيال ميديا بإفراز كميات أكتر من الدوبامين، لكن الحقيقة إفراز الدوبامين هنا مش كله له علاقة باستخدام السوشيال ميديا نفسها، لكن كمان مين اللي إنت بتتكلم معاه ده، ما هو مش أي حد يستحق الدوبامين يعني.
5- السوشيال ميديا طريقك إلى الحب
في الحقيقة الدراسات اللي اتعملت على الأشخاص اللي اتعرفوا على بعض عن طريق الإنترنت فرصتهم أكبر في إنهم يُعجبوا ببعض لما يتقابلوا لأول مرة بعد كلامهم على الإنترنت، من لو هما نفسهم قابلوا بعض في الواقع الأول، ويمكن السبب في ده هو إننا لما بنتكلم على السوشيال ميديا مع أشخاص، بنكون مجهولين بالنسبة لهم وبالتالي مش بنخاف من حكمهم علينا وبنبقى أكثر صراحة ووضوح خصوصًا في التعبير عن أحلامنا وطموحاتنا، والصفات دي طبعًا بتؤهل الأشخاص لارتباط أنجح، وهنا وجب التنويه إن في مصر المحروسة كتير مننا أصلًا بيدخل السوشيال ميديا عشان يكون حد تاني غير نفسه، وبالتالي العلاقات بتنتهي بمشاكل وإحساس بالخديعة وكلام كبير.
في الوقت اللي ممكن نقول إن السوشيال ميديا غيرت من طريقتنا في التواصل، سواء لفظيًا أو حتى من ناحية اعتمادنا عليها كوسيلة للتواصل بدل المقابلات والاتصالات، إلا إنها بالفعل زي ما بعدتنا عن بعض، فهي كمان قربتنا من أشخاص تانيين كنا لا يُمكن نقدر نوصلهم بالطرق العادية، مثلًا انا لا يمكن كنت أقدر أوصل مقالي لحضرتك إلا لو إحنا الاتنين بنستعمل السوشيال ميديا، وأخيرًا لو عجبك المقال ده تقدر تتواصل معانا على أي نوع من السوشيال ميديا وتقولنا رأيك.
المصادر: iflscience sciencealert howtogeek sciencedump telegraph sciencedaily
