3 أشخاص غالبًا أنقذوا حياتك: لويس باستور
كتبت: مها طه
عمرك أنقذت حياة حد؟ تاخد مثلًا طلقة مكان حد بتحبه، ولا تلاقي حد بيعدي الشارع و عربية هتخبطه وتقوم ماسك فيه وتبعده. فى أشخاص قليلين أوي فى التاريخ اللي يعتبروا أنقذوا عدد كبير من البشر، وحضرتك غالبًا واحد من اللي الأشخاص دول أنقذوهم، التاريخ مليان بمئات العلماء اللي باكتشافاتهم أنقذوا مئات الملايين من البشر. فى موضوعنا ده اخترنا 3 علماء غالبًا أنقذوا حياتك.
قبل أي حاجة، لازم نقول إن العلم تعاوني وكمان تراكمي، بمعنى إنه العلماء غالبًا بيشتغلوا ضمن فرق بحث، واللي توصل له فريق بحث، ممكن يبنى عليه فريق بحث تاني دراسة بيقوم بيها وينطلقوا منه لاكتشاف جديد لكن العلماء اللى إحنا بنتكلم عنهم دول تعتبر اكتشافاتهم فردية وعملت نقلة نوعية فى العلم، بدايةً من إثبات وجود الجراثيم، لإقناع الأطباء بضرورة غسل أيديهم لعمل أمصال عشان توقف أمراض خطيرة.
هنا هنتكلم في تلات مواضيع منفصلة عن كل عالم من التلاتة دول، وهنبدأ بـ:
-
لويس باستور
طبعًا من الأول كده غالبًا الراجل ده اسمه مسمع عندكم دايما بالبسترة، وكل علب اللبن فى العالم تشهد على كده، ”لويس باستور“ هو مؤسس نظرية الجراثيم، ويعتبر أبو علم الميكروبيولوجى (علم الكائنات الدقيقة). ”باستور“ اتولد فى فرنسا سنة 1822، وكان طفل مهتم بالفنون أكتر بكتير من اهتمامه بالعلوم، وحصل على بكالوريوس فى الأداب، قبل ما يتحول تركيزه لدراسة الكيمياء والفيزياء.
”لويس باستور“ كان مهتم أوي بفكرة إدخال العلم فى الصناعة، وكان مركز فى بداية أبحاثه على كيفية تحسين صناعة النبيذ، ويمكن ده لكونه فرنساوى، ولأن النبيذ الفرنساوى من أحسن أنواع المشروبات الكحولية، وده اللي دفع باستور لمحاولة فهم عملية ”التخمر الكحولي“، باستور شرح إن عملية التخمر الكحولى بتحصل نتيجة تكاثر الكائنات الحية الدقيقة وخصوصًا الخميرة واللي بتحول السكر للبوظة أو الخمرة.
طبعًا بالنسبة لنا دلوقتي ده كلام معروف لكن فى الوقت ده كانت الناس تقريبًا ماتعرفش حاجة عن الميكروبات خالص. كان فى تخمينات سابقة عن اللي إحنا دلوقتى بنسميه ”نظرية الجراثيم“، وكانت الفكرة السائدة عن الكائنات الدقيقة إنها بتسبب بعض الأمراض وبتبوّظ الطعام. في الوقت ده كانت النظرية السائدة هى ”التوالد التلقائي“ يعني الكائنات الحية نتجت من مواد غير حية أصلًا، زى مثلًا إن الديدان نتجت عن اللحمة بعد ما تعفن، لكن طبعًا ”باستور“ ماكنش مصدق الكلام ده، وبنى أبحاثه على كلام عالم الفسيولوجي الإيطالى ”لازارو سبالانزينى“ وعلماء تانيين.
انتهى ”باستور“ للوصول لأهم تجاربه على الإطلاق عن طريق إنه غلى شوربة فى دورق على شكل بجعة عشان يعقمها ويتأكد إنه منع أى كائنات دقيقة من التكاثر، شكل الدورق ده بيسمح للهواء إنه يدخل لكن فى نفس الوقت بيمنع أي ميكروبات من إنها تدخل، واستنى بعد ما عمل كده لفترة.
الحقيقة إنه ماحصلش أي حاجة والشوربة ما انتشرش فيها العفن، وده معناه إن الميكروبات مش بتتخلق من الهواء يعني، لما ”باستور“ ميّل الدورق شوية بحيث إن الشوربة توصل للمكان اللي بيدخل منه الهواء، واتعلقت فيه كل الميكروبات، لقى إنها باظت بسرعة. التجربة البسيطة دى أثبتت إن ”التوالد التلقائي“ شئ مستحيل لكن الميكروبات فى الحقيقة موجودة حوالينا طول الوقت، وبكده أثبت إن ”نظرية الجراثيم“ حقيقية.
وبعد ما توصل ”باستور“ للحقيقة دي حاول يجرب طرق عشان تحمي النبيذ واللبن من إنهم يفسدوا، وفى سنة 1862 لقى إن تسخين النبيذ بس مش لدرجة الغليان بيقتل البكتريا اللي عايشة فيه وبيمنعها من الفساد، ودي الطريقة اللي معروفة دلوقتي باسم ”عملية البستر”“، واللي بتتم بعملية تسخين وبعدها تبريد مفاجئ، والطريقة دي مازالت مُستخدمة لحد دلوقتى فى كتير من الأطعمة زي اللبن مثلًا، وبكده نضمن المحافظة عليه لأطول وقت ممكن.
بالرغم من إن ”باستور“ لما توصل لده كان فى منتصف الأربيعينات، وكمان كان عنده مشاكل صحية، زي إنه مثلًا أُصيب بسكتة دماغية، نتج عنها شلل جزئي إلا إنه أول واحد كان يخترع مصل لكوليرا الدجاج، وعمل أبحاث لمحاولة تطوير أمصال لأمراض تانية زي الجمرة الخبيثة وداء الكلب. الطبيب الإنجليزى ”إدوارد جينير“ واللى مات بعد ولادة ”باستور“ بشهر تقريبًا، كان بالفعل إكتشف مصل ”الجدري“ سنة 1796، لكن لحد ما جه عمنا ”باستور“ وأثبت نظرية الجراثيم، كانت فكرة عمل البكتريا والفيروسات وغيرهم من الكائنات الدقيقة مش مفهومة بشكل كبير. وزيادة على كل ده فـ”باستور“ هو اللي ألهم شخصية تانية هنتكلم عنها في مقالنا اللي جاي واللى أنقذ حياة بشر كتير جدًا وهو ”جوزيف ليستر“.
المصادر
books.google ncbi.nlm britannica