السائل المهبلي يُعيد البكتريا النافعة للمولودين قيصريًا
كتبت – يارا كمال
اقترحت دراسة جديدة إعادة البكتريا اللازمة لتطور الجهاز المناعي لدى حديثي الولادة اللذين وُلِدوا قيصريًا عن طريق مسح أجسامهم بسائل الولادة لدى أمهاتهم.
نشرت مجلة ”ناتشر ميديسن“ دراسة تجريبية صغيرة تدور حول المخاوف من زيادة فرص إصابة الأطفال المولودين قيصريًا بالسمنة والربو والحساسية ونقص المناعة.
قال ”جوز كليمنت“، الأستاذ المساعد بمدرسة إيكان للطب والمشارك في الدراسة، إن دراسات سابقة أظهرت اختلافات جذرية في الكائنات الدقيقة التي تعيش في أجسام المولودين قيصريًا، وتلك التي في أجسام المولودين طبيعيًا. فالمولودين قيصريًا يفتقدون البكتريا المهبلية التي توجد لدى المولودين طبيعيًا.
هذه الكائنات الدقيقة عبارة عن أنواع من البكتريا التي تعيش على وفي جلد الإنسان وفمه وأمعائه، والتي تطورت خلال ملايين السنين لتلعب دورًا في الهضم والتمثيل الغذائي والمناعة. أضاف “كليمنت” أن تلك البكتريا التي تستوطن أجسام حديث الولادة تساعد جهاز الطفل المناعي في تعلّم التفرقة بين البكتريا المفيدة والبكتريا الممرضة.
أظهرت الدراسات التي أُجريت على الفئران أن تعديل هذه الكائنات الدقيقة في أجسامهم في بداية حياتهم، سوف يكون له آثار واضحة على حياتهم فيما بعد. ولم يُثبَت بعد، بالنسبة للبشر، إذا كان لإعادة تلك البكتريا إلى جسم المولودين قيصريًا أثر في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المذكورة أعلاه.
وأجرى الباحثون دراسة أظهرت إمكانية إعادة الميكروبات إلى جسم المولودين قيصريًا، ولكنها لم تخرج بأي نتائج عن تأثير ذلك صحيًا على الأطفال. جمع الباحثون في تلك الدراسة عينة من 18 طفلًا وأمهاتهم، منهم 7 مولودين طبيعيًا و11 مولودين قيصريًا.
مُسِحَت أجسام أربعة من المولودين قيصريًا بشاش معقم وُضِع بداخل مهبل الأم قبل المسح بساعة. وتم أخذ 1519 عينة من شرج وفم وجلد الأطفال والأمهات خلال الشهر الأول بعد الولادة.
أثبتت النتائج أن الكائنات الدقيقة بجسم المولودين قيصريًا اللذين تعرضوا للسائل المهبلي تُشبه تلك لدى المولودين طبيعيًا خاصةً خلال الأسبوع الأول، ولكن لم تنتقل كل الميكروبات الموجودة لدى المولودين طبيعيًا إلى المولودين قيصريًا، ويعتقد الباحثون أن ذلك بسبب الطريقة التي انتقلت بها البكتريا إلى أجسام المولودين قيصريًا عن طريق الشاش المعقم، بالإضافة إلى تأثير المضادات الحيوية التي تُستخدم أثناء الولادة.
قال ”كليمنت“ أن الباحثين يجمعون الآن عدد أكبر من المشاركين لفهم أعمق للتغيرات التي تحدث في الميكروبات في جسم الأطفال في الشهر الأول، وبفهم ذلك سينتقلون إلى معرفة إذا كانت تلك التغيرات الصحية تنتج عن وجود تلك الميكروبات أم لا. كما أضاف أن تقنية المسح تلك قد تكون غير كافية، ولكنها ستتغيّر عند إثبات أن إعادة الميكروبات إلى المولودين قيصريًا يحسّن من صحتهم.
المصدر