يا ترى فاقدي البصر بيشوفوا إيه في أحلامهم؟
كتب: أحمد حسين
الأحلام جزء أساسي في حياة معظم البشر. في الأحلام بنشوف ونسمع ونعيش مواقف ونتفاعل معاها زي ما بيحصل في الواقع بالظبط. لكن هل فكرت في يوم الشخص المولود كفيف بيشوف إيه في أحلامه؟ الرؤية بتكون واضحة ولا ضبابيّة؟ بيحس بإيه تجاه اللي بيشوفه؟ هل ساعات لما بينام بيحس بالخوف ويصحى يقول “شفت كابوس” ؟
الأسئلة دي جاوب عنها مجموعة من الباحثين الدنماركيين أجروا بحثًا عن عقار منوّم جديد. البحث تضمّن خمسين شخصًا: 11 منهم مكفوفين من ساعة الولادة، و14 أصبحوا مكفوفين بعد سنة واحدة _أو أكثر_ من عمرهم و25 شخصًا غير كفيف. المشاركين في البحث كتبوا إقرار على أنهم هيقعدوا أربعة أسابيع وفي خلالهم هيدوّنوا كل اللي بيحلموا بيه، وبعد كده عليهم الإجابة على استطلاع عن الأحلام دي.
في الإستطلاع، كانت الأسئلة بتدور حول بعض خصائص الأحلام دي مثلًا (هل شوفت حاجة في الحلم؟ شوفت إيه؟ هل الل شفته كان له لون؟ أو ريحة؟ أو طعم؟)؛ بعض الأسئلة كانت خاصة بالمشاعر (حسيت إيه؟ هل كنت حزين؟ سعيد؟ خايف؟) وكان في بعض الأسئلة عن شكل الحلم نفسه (هل كان واقعي ولا غريب؟ هل قابلت شخص في الحلم؟).
اعرفوا أكتر عن أحلام التوتر: “أنا فاتني الامتحان؟ خير اللهم اجعله خير!”
جميع الأشخاص اللي بتقدر تشوف قالوا إنهم شافوا أحداث، على الأقل في حلم واحد من الأحلام. أما المكفوفين من ساعة الولادة واللي عاشوا مبصرين لمدة سنة واحدة، فكلهم قالوا أنهم ما شافوش في الأحلام حاجة. أما اللي عاشوا مبصرين لفترة أطول في أعمارهم، فقالوا إنهم شافوا أحداث مرئية للي مرّوا بيه في حياتهم.
في استبيان تاني، قالت واحدة من المشتركات إنها فقدت بصرها في سن الخامسة، وهي _إلى الآن_ بعد وصولها لسن الخامسة والعشرين تقول أنها لازالت ترى والدتها في الأحلام كما كانت بالضبط في سن الثلاثين لم تكبر يومًا.
يعني إيه اللي المكفوفين بيشوفوه في أحلامهم؟
بيحلموا زي أي شخص بيشوف بالظبط، بس بيحلموا زي ما بيعيشوا يعني بكل الحواس الموجودة ماعدا البصر. 18% منهم قالوا إنهم إستعملوا حاسة التذوّق في أحلامهم، في مقابل 7% من المبصرين.
حوالي 30% من المكفوفين قالوا إنهم استعملوا حاسة الشم في أحلامهم في مقابل 15% من المبصرين، أما بالنسبة لحاسة اللمس فـ70% من المكفوفين قالوا أنهم استعملوها في مقابل 45% من المبصرين، و86% من المكفوفين قالوا إنهم استعملوا حاسة السمع في مقابل 64% من المبصرين.
أما بالنسبة للخصائص الشعورية للأحلام، فالمجموعتين (المكفوفين والمبصرين) قالوا إنهم تأثروا شعوريًا بأحلامهم بنفس الطريقة، حسوا بالحزن والسعادة والخوف والغضب وجميع المشاعر اللى ممكن للإنسان الشعور بها. وإنهم كلهم حلموا بأحلام واقعية بنفس قدر الأحلام الغريبة.
بس كان في ملحوظة لفتت نظر الباحثين، إن المكفوفين حلموا بالكوابيس أكثر من المبصرين بنسبة 25% إلى 7% من المبصرين. معظم الكوابيس كانت بتدور حوالين مخاوف تخص العمى منها الخوف من الضياع في الطريق، أو إن حد منهم تخبطه عربية في الشارع، أو إنهم يقعوا في حفرة. المخاوف دي فضلت موجودة في ذاكرتهم من خلال التجربة شخصيا أو من خلال مواقف سمعوها من ناس تانية.
الكفيف بيشوف في أحلامه بس بطريقته الخاصة عن طريق بقية حواسه بالظبط زي ما بيحصل في الواقع، بيحلم أحلام عادية وبيشوف كوابيس، بيحس بالسعادة والخوف والحزن في أحلامه ويصحى ناسيها غالبا زينا كلنا :’D
لو حابب تعرف ليه لما بتصحى بتنسى اللي حلمت بيه اقرا مقالنا
المصادر: NationalGeoGraphic