.
ليه وإزاي؟

السوشيال الميديا: أنا مخي مابقاش معايا!

كتب: أحمد حسين

الفيس بوك حاليًا _ومواقع التواصل الاجتماعي عمومًا_ أصبحت بتشمل جزء كبير جدًا من حياتنا، كتير من اتفاقاتنا على أي شيء بتتم عن طريقها، لو عايزين نعلن عن حاجة بيكون برضه عن طريقها، عايز أكلم حد من عيلتي أو أصحابي أو قرايبي أو مديري في الشغل، ده كله بقى متاح لي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

ماحدش ينكر إن المواقع دي أصبح ليها تأثير مباشر على حياتنا، غير إننا بنعرف بيها أخبار الناس اللي بقى لنا كتير ماشوفناهمش، إحنا فعليًا جزء كبير من حياتنا موجود على صفحات المواقع دي. لكن هل الموضوع ده له تأثير على عقولنا؟ هل فعلًا بيأثر على حياتنا تأثير قوي بهذا الشكل؟

الحقيقة أيوه، بيأثر جدًا على حياتنا. في نسبة من 5 إلى 10% من البشر مابيقدروش يتحكموا في الوقت اللي بيقضوه على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة إن في منهم ناس مابيقدروش يخرجوا بره الموقع أصلًا، وبيسيبوه مفتوح 24 ساعة حتى لو مش هايستخدموه. زائد كمان إن الباحثين لما جم يعملوا اختباراتهم لقوا إن الناس دول بيعانوا من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، إدمان مُشابه لإدمان الخمرة والهيروين وغيرهم.

العلماء قالوا إن في أجزاء في المخ بيتم إثارتها بسبب وجود محفّز ليها، المحفّز ده كان غالبًا بيبقى شيء بيدينا سعادة وبأقل مجهود، عن طريق تحفيزه للمناطق اللي مسئولة عن جذب الانتباه والمشاعر واتخاذ القرارات. مواقع التواصل الاجتماعي بقى أصبحت قريبة من الفكرة دي، وبتحفّز نفس المناطق بأقل مجهود علشان كده المخ بقى دايمًا بيشجعك إنك تمسك موبايلك وتدخل تبص على الفيس بوك مع إنك لسه سايبه من 3 دقايق لأن مخك أصبح بيعتبر مواقع التواصل كيف عنده فعلًا.

في بعض الناس بيفتكروا إن مهاراتهم في تعدد المهام بتزيد لما بيستخدموا مواقع تواصل كتير في نفس الوقت، والحقيقة الكلام ده طلع غلط. لما الباحثين عملوا الاختبار، لقوا إن الشخص اللي بيركّز في حاجة واحدة قادر ينجز مهام متعددة مع بعض بشكل أفضل من اللي بيشتت تركيزه طول الوقت لأن ده بيتعب المخ جدًا وبيخليه مش قادر يقبل ذاكرة جديدة في الوقت ده.

وبما إن الموبايل بقى عليه برامج لمواقع التواصل الاجتماعي كلها تقريبًا، فأكيد بيرن أو على الأقل بيتهز طول الوقت. الموضوع ده علماء النفس قالوا إنه أصاب البشر بحالة اسمها ”متلازمة الاهتزاز الشبحي – Phantom Vibration Syndrome“.

وده مش إفيه للأسف، العلماء قالوا إن الحالة دي بتصيب 89% من البشر اللي بيستخدموا مواقع التواصل على الموبايل على الأقل مرة كل أسبوعين. ساعتها بيكونوا حاسين طول الوقت إن موبايلاتهم بتتهز حتى لو ده مش حقيقي، ده غير إن مخهم من كتر ما حس بالموبايل بيتهز وهو قريب من الجسم، أصبح بيقرأ أي إشارة عصبية جاية من قرصة الناموس أو الإحساس بالهرش على أساس إن الموبايل بيتهز!

ده غير إن استخدامنا لمواقع التواصل بيخلينا نفرز هرمون الدوبامين (هرمون السعادة)، علشان كده بنحب نتواجد عليها أطول فترة ممكنة. الموضوع ده خلانا نفضّل إننا نتواصل عن طريق الفيس بوك مثلًا بدل اللقاء وجهًا لوجه، وده أثّر علينا شوية في فكرة إن الناس أصبحوا أنانيين بزيادة، لأن 30 أو 40% من اللقاءات وجهًا لوجه بيكون فيها أخذ ورد، لكن 80% من لقاءات مواقع التواصل بيكون فيها قدر كبير من الأنانية والكلام من اتجاه واحد بس.

في بعض الأحيان، الموضوع مابيبقاش فيه أنانية، بمعنى إن في ناس ممكن يعرفوا بعض عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ويكون في بينهم علاقة جيدة جدًا، وفي بعض العلاقات دي كمان ممكن توصل للارتباط، والموضوع ده مش معروف سببه، بس العلماء بيرجحوا إن السبب في إن بعض الناس بيكونوا مرتاحين ومرتبين أفكارهم على مواقع التواصل أكتر من الحقيقة.

عمومًا يعني، مواقع التواصل الاجتماعي فعلًا مفيدة في حاجات كتير جدًا، لكن ضررها بيظهر لما تأثر على حياتك بشكل يخليك مش قادر تستغنى عنها.


المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى