منظمة الصحة العالمية تطلب اجتماع طارئ لمواجهة فيروس “زيكا”
كتبت – يارا كمال
نادت منظمة الصحة العالمية بعقد اجتماع طارئ لمناقشة الإجراءات اللازمة لاحتواء فيروس ”زيكا“ ، الذي أُبلغ عن الإصابة به في 24 دولة حول العالم، وفقًا لأرقام مراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة الأمريكية.
أثار تفشي الفيروس، الذي ينتقل عن طريق البعوض، في أمريكا الوسطى والجنوبية القلق بشكل خاص. قالت ”مارجريت تشان“، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن خطر هذا الفيروس كان متوسطًا حتى السنة الماضية، عندما أعلنت البرازيل أن أول حالة مصابة بهذا المرض بها.
قالت تشان في خطبة ألقتها في جنيف بسويسرا هذا الأسبوع أن الوضع الآن اختلف بشكل كبير، ففي السنة الماضية، رُصِد الفيروس في الأمريكتين. وحتى الآن، أُبلغ عن حالات مُصابة بالمرض في 23 دولة وإقليم في المنطقة، مما يدق ناقوس الخطر.
إن الجهات الصحية قلقة بسبب تزامن تفشي الفيروس مع الزيادة الحادة في الأطفال اللذين يولدون برؤوس صغيرة غير طبيعية وزيادة الحالات المصابة بمتلازمة غيلان – باريه (اضطراب في الجهاز العصبي). ورغم أن تلك الحالات لم يُثبت رسميًا وجود علاقة سببية بينهم وبين انتشار فيروس زيكا، إلا أن العلماء يشكّون في وجود تلك العلاقة.
قالت تشان أن هذه العلاقة هي التي حوّلت فيروس زيكا من مجرد خطر بسيط إلى مرحلة الطوارئ، فزيادة ظهور عَرَض صغر الرأس عند الأطفال حديثي الولادة زاد الخطر والعبء على أسر المصابين به ومجتمعاتهم.
تحاول الجهات الصحية طمأنة سكان الدول الأخرى التي تحد المنطقة التي انتشر بها المرض ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، أن إصابتهم بالمرض احتمال بعيد، نتيجة اختلاف المناخ.
ينتقل الفيروس أساسًا عن طريق البعوضة الزاعجة (Aedes mosquitoes)، والتي توجد في أغلب الأحيان في المناطق الاستوائية، كمان أن ظروف الحياة في البلاد الأخرى – مثل البيئة المغلقة، واستخدام مكيفات الهواء وزيادة الضوابط للحد من انتشار البعوض- تعرقل دور البعوض في نقل فيروس زيكا.
صورة من صحيفة الإندبندنت البريطانية لبعوضة (Aedes aegypti mosquito) ، والتي تنمو في المناخات الاستوائية،
ويمكن لها أن تحمل الفيروس (زيكا)، والحمى الصفراء وحمى الضنك وحمى تشيكونجونيا.
كما أن أغلب من يتعرضوا لهذا الفيروس لا يمرضون بسببه، ولكن الخطر المحتمل تتعرّض له النساء الحوامل وأطفالهن، مما جعل كثير من الدول تُحذر رعاياها من السفر إلى الدول المصابة.
وصل حجم تفشي المرض لأكثر من مليون مصاب في البرازيل بمفردها، كما حذرت منظمة الصحة العالمية من توقع وصول عدد الإصابات إلى 4 مليون مصاب في المنطقة التي تفشى بها المرض، مما أثار قلق الناس في البلاد المصابة، مما دفع البرازيل أن تنشر مجموعات للتوعية بالمرض.
المصدر:
