.
النشرة

مخ صناعي .. قريبًا بالأسواق!

كتبت: مها طه

يُجري مجموعة من العلماء حاليًا محاولات لتصميم كمبيوتر قادر على تدعيم وظايف المخ بعدما لاحظوا شعور الناس الدائم بالإرهاق، التقنية القائمة عليها الفكرة هى استخدام طيف الأشعة تحت الحمراء ”NIRS“، وهو ما يتم من خلال جهازين استشعار عن بُعد موجودين أعلى فروة الرأس.

يخرج من الجهازين أشعة حمراء غير مؤذية للجمجمة تقوم بتحليل كمية الدم الموجود فى الأوعية الدموية بالمخ، ومن خلال هذه العملية يتم تحديد مستوى الأكسجين الموجود فى خلايا المخ فى لحظة معينة. مستويات الأكسجين العالية تعني أن المخ بيشتغل بكفاءة عالية، والمستويات القليلة تعنى العكس.

تم استخدام هذا النظام حاليًا فى تطبيق ”Google Glass app“، والذي يؤخر وصول أى إشعارات في حالة انشغال المخ بأداء مهام معينة. في حيت يعمل حاليا فريق من الباحثين فى جامعة ”تافتس“، بولاية ماساتشوستس بأمريكا، على تطوير هذه التقنية لاستخدامها فى تعزيز قدرات المخ المعرفية فى حالة انشغاله أو وجوده تحت ضغط عصبى، عن طريق عملية تحفيز مباشر للمخ.تتم عملية تحفيز المخ عن طريق إدخال تيار كهربى ضعيف جدًا للمخ عن طريق أقطاب كهربية مُثبتة على الرأس.

تم إستخدام هذه التقنية بالفعل فى علاج أمراض كالاكتئاب، السكتة الدماغية، وطنين الأذن. يعتقد العلماء أنه يمكن استخدام هذه التقنية فى مساعدتنا على التحكم في أجهزة جسمنا المختلفة.قال روب جايكوب _رئيس فريق البحث_نحن نحاول رفع كفاءة المخ، ونشاطه لمدة دقيقة أو دقيقتين ثم خفضها مرة أخرى، وقياس نشاط المخ باستخدام الـ ”NIRS“ ”وبناءًا على النتيجة يمكن خلق طريقة للتواصل فى المخ“.

أحد الاختبارات التي أُجريت على هذا النظام تضمنت مجموعة من المستخدمين يقومون بتجربة محاكاة الطيران بطائرات افتراضية، وبمجرد استشعار الجهاز أن تركيزهم يقل تدريجيًا، يبدأ في تحفيز نشاط الخلايا العصبية فى المخ.مازالتالتجربة فى مراحل التجارب والتطوير. على الجانب الآخر يعتقد بعض العلماء أن هذه التقنية لن تكون قابلة للتطبيق على كل الأشخاص.

يعتقد ”جايكوب“ أن الإنسان والكمبيوتر جهازين فى منتهى القوة من حيث تخزين المعلومات ومعالجتها، وأن هدفهم هو الوصول لتقارب كبير بين هذين النظامين. لكي يتم تطبيق هذه التقنية لابد من فحص الشخص قبل استخدامها، وهى عملية طويلة لكنها تُعد واحدة من أهم الحواجز اللازم تجاوزها من أجل تطبيق التجربة.

على جانب آخر، فهذه التقنية غير مكلفة، وبسيطة فى إعدادها، فهي لا تحتاج أن تكون عالم فى الأحياء، ولا أن تمتلك حسابًا بنكيًا وافرًا بالأموال. كل ما تحتاجه هذه التقنية هو الوقت لكي تستطيع الاستجابة لتقلبات الدماغ، ومع ذلك من المتوقع أن يتطور الكمبيوتر لمرحلة تمكنه من فهم طبيعة أجسامنا بشكل أوسع من فهمنا له شخصيًا، وبالتالى يمكن لنا أن نستخدمه لتحسين قدرات المخ لدينا.


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى