إبطاء أحد أنواع التصلب المتعدد غير القابلة للعلاج لأول مرة
كتبت: مها طـه
نجاح تجربة دواء «أوكرليزوماب» في إبطاء أحد أشكال التصلب العصبي المتعدد (primary progressive multiple sclerosis)، وعلى الرغم من أن النتائج ليست كبيرة، ولكن هذا النوع من المرض تحديدًا أثبت مقاومة للعلاج في الماضي، ولذلك تعد هذه النتائج كخطوة كبيرة إلى الأمام. في تجارب أخرى منفصلة أثبت هذا الدواء فاعليته على المرضى الذين يعانون من الانتكاس الأكثر شيوعًا لمرض التصلب العصبي المتعدد.
تحدث كل أشكال التصلب المتعدد عندما يحدث خلل بالجهاز المناعي، فيهاجم أغلفة المايلين التي تحمي الأعصاب، وتساعد في توصيل الإشارات العصبية، أما المرضى الذين يعانون من هذا النوع (primary progressive) فإنهم يعانون بشكل تدريجي، وتسوء حالتهم بشكل دائم، وكما يوحي الاسم فإنهم يتعرضون لفترات ارتياح وانتكاس متكررة.
تبين أن العلاج المناعي يمكنه الحد من وتيرة وشدة هجمات الانتكاس على المصابين، ولكن لا ينصح به بشكلٍ عام للأشخاص الذين يعانون من من هذا الشكل التدريجي للمرض. في ورقة بحثية جديدة نُشرت في دورية “نيو إنجلاند للطب”، أفادت التقارير أن تجربة دواء “أوكرليزوماب” على نحو 500 شخص مصابون بالنوع التدريجي، أن هذا الدواء يخفض من خلايا B والتي تمثل على الأقل جزءًا من هجوم الجهاز المناعي على المايلين.
وعلى الرغم من أن هذا معناه أن تنخفض قدرة الجسم أيضًا على درء العدوى، لأن خلايا B المناعية هي المنوط بها محاربة الأمراض، ولكن هذا هو الثمن الذي يجب أن يدفعه المصابون بالتصلب العصبي المتعدد.
من أصل 488 مريض تم إعطاءهم هذا الدواء، 101 ماتوا أو أنسحبوا قبل نهاية التجربة، وتم إعطاء حوالي 244 شخص علاج وهمي، ومقارنة نتائج المجموعتين ببعضهما، وأثبتت النتائج تحسُن ملحوظ في قدرة المصابون الذين تم منحهم الدواء وهو ما يعني أمل جديد في هذا البحث.
على الرغم من أن بعض المرضى عانوا من آثار جانبية نتيجة لجرعات الدواء، ولكن تم حل هذه الآثار في معظم الحالات وتقليل هذه الآثار بشكل كبير. ومع ذلك فإن الباحثين يأملون في التوصل إلى حل لهذا المرض عن طريق هذا البحث وغيره.
المصادر: nejm webmd msaustralia