.
النشرة

لأول مرة جنين ناتج عن تهجين بين إنسان وخنزير في المعمل

كتبت: مها طــه

أعلن مجموعة من العلماء عن إنجاز رائع ومثير للغاية، حيث قاموا بأول تهجين ناجح بين إنسان وحيوان، ويثبت هذا المشروع أن الخلايا البشرية يُمكن إدخالها إلى كائن غير بشري، مع بقائها على قيد الحياة، بل وأصبحت قادرة على النمو داخل جسم الحيوان المُضيف، والذي كان خنزيرًا في هذه الحالة.

هذا التقدم الطبي الحيوي كان لفترة طويلة بمثابة حلم ومأزق للعلماء الذين يأملون في مواجهة النقص الحاد في الأعضاء المُتبرع بها، وحاليًا استطاع فريق دولي من الباحثين بقيادة معهد سالك التوصل إلى ما يعرف علميًا باسم (chimera)، والذي يعبر عن كائن حي يحتوي على خلايا اثنين من الأنواع المختلفة.

هناك طريقتان للحصول على هذا المفهوم، الأولى عن طريق زراعة أعضاء كائن ما في جسم كائن آخر، وهي طريقة محفوفة بالمخاطر، لأن الجهاز المناعي للمٌضيف يمكن أن يرفض الأعضاء المزروعة، أما الطريقة الأخرى فهي على المستوى الجنيني، حيث يتم زرع خلايا حيوان في جنين حيوان آخر، والسماح بعملية التهجين بينهما.

عندما اكتشف العلماء الخلايا الجذعية، وهي الخلايا الرئيسية والمسئولة عن إنتاج أي نوع من أنسجة الجسم، وتُعتبر من أكثر الأمور الواعدة في العلم، ومع ذلك، فإن إنماء هذه الخلايا في الأنواع الصحيحة من الانسجة والأعضاء يُعتبر أمر صعب.

حيث يجب الإبقاء على الخلايا على قيد الحياة في أطباق بيتري، كما أن على العلماء استخدام السقالات للتأكد من أن الأعضاء تأخذ الأشكال السليمة، وفي الكثير من الأحيان يجب على المرضى الخضوع لإجراءات مؤلمة لزراعة الأنسجة اللازمة لبدء العملية.

لتحقيق الطريقة الثانية، سبقت هذه الخطوة، خطوة أخرى قام بها مجموعة أخرى من العلماء، لزراعة أنسجة بنكرياس من الجرذان داخل الفئران، وأعلن وقتها الفريق أن بنكرياس الجرذ نمى بالفعل داخل الفئران المريضة بمرض السكري، عندما تم زرع أجزاء من الأعضاء السليمة في الفئران المريضة.

ثم قامت مجموعة أخرى بعمل خطوة أخرى إلى الأمام، وذلك باستخدام تقنية كريسبر للتعديل الجيني، للدخول إلى الكيسات الأريمية لأجنة الفئران، وقاموا بحذف الجينات التي تحتاجها الفئران لتنمية أعضاء معينة، وعندما قاموا بإدخال خلايا الجرذ الجذعية، أصبحت هذه الخلايا قادرة على إنتاج أعضاء.

هذه الفئران التي خضعت لعملية التهجين تمكنت من البقاء على قيد الحياة حتى وصولها سن البلوغ، حتى أن بعضها نمت لديها المرارة، وهي العضو الذي لم يكن موجودًا عند هذا النوع منذ 18 مليون سنة.

عندما قام الفريق بأخذ نفس الخلايا المناعية وزراعتها في الكيسات الأريمية لخنزير، فشلت التجربة وذلك لأن الفئران والخنازير لديهما مدد حمل  والأسلاف التطورية بينهما مختلفة بشكل كبير. لكن الخنازير تحمل تشابهًا ملحوظًا مع البشر على الرغم من أنها تأخذ وقتًا أقل في مدة الحمل، إلا أن أعضائها تبدو شبيهة بشكل كبير لأعضاء البشر.

هذا التشابه بين البشر والخنازير جعل المهمة أسهل، واكتشف فرق البحث أنه من أجل إدخال الخلايا البشرية إلى الخنازير دون قتلها، يجب عليهم الحفاظ على التوقيت السليم لذلك فقط. عندما تم حقن الخلايا البشرية في الوقت السليم في أجنة الخنازير، بقت الأجنة على قيد الحياة، ثم تم زراعة هذه الأجنة في أرحام الخنازير البالغة، والتي حملت في هذه الأجنة بين ثلاثة وأربعة أسابيع، قبل أن يتم نزعها وتحليلها.

زراعة الأنسجة البشرية أدت إلى إبطاء نمو أجنة الخنازير، كما أن الأجهزة التي تنمو داخل هذه الأجنة يمكن أن يرفضها الجسم البشري، لأنها تحتوي على الكثير من أنسجة الخنازير، وتتمثل الخطوة الكبيرة التالية في معرفة ما إذا كان من الممكن زيادة عدد الخلايا البشرية حتى يتقبل الجسم البشري الأعضاء الجديدة، ولكن حتى الآن لازال من غير الواضح ما إذا كان من الممكن تحقيق ذلك.

هذه العملية قد تستغرق سنوات حتى الوصول إلى تخليق أعضاء فعّالة للجيم البشري، ومع ذلك، فإن هذ التقنية الجديدة يُمكنها أن تساهم في دراسة تطور الاجنة البشرية وفهم طبيعة الأمراض، وتنمية الاجهزة والأعضاء الناجحة.

المصادر: optn  cell  nationalgeographic  salk

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى