علماء يحولون السبانخ إلى كاشف قنابل
كتب: أحمد حسين
درّب العلماء والخبراء الفئران، والنحل، وحتى الدلافين لكشف القنابل الأرضية، لكنهم حاليًا حوّلوا تركيزهم إلى شيء أكثر غرابة، وهو أنهم حوّلوا السبانخ إلى كاشف قنابل.
تُعرف السبانخ بفوائدها الصحية للجسم، لكنها حاليًا ستزيد من عمر البشر بطريقة أخرى بعيدًا عن كونها مفيدة، عن طريق مساعدتهم في الكشف عن القنابل والمتفجرات المختبئة في أماكن مختلفة وتجنّب انفجارها. وهذا بفضل عمل الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، الذين استخدموا تقنية تسمى ضخ الأوعية الدموية لإدخال أنابيب الكربون النانوية داخل أوراق نبات السبانخ.
صُممت هذه الأنابيب النانوية خصيصًا للتفاعل مع مركبات كيميائية تُسمى (Nitroaromatics)، والتي تُستخدم عادةً في أجهزة التفجير. في تجاربهم _والتي وُصفت في مجلة (Nature)_ ركز الباحثون على مادة كيميائية تُسمى حمض البكريك. تمتص النباتات هذا الحمض من التربة عن طريق الجذور، ثم تنقله إلى نسيج الورقة الموجود على الجانب السُفلي منها، حيث تحدث عملية البناء/التمثيل الضوئي، وأيضًا حيث تنتظره أنابيب النانو لكشفه.
عندما يُطلق الباحثون الليزر على هذه الأنابيب النانوية، فإنها تُعطي إشارة على ما إذا تم كشف المادة أم لا، ويمكن ملاحظة تلك الإشارة باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء من مسافة متر إلى ما أقل. ويحاول الفريق البحثي حاليًا إيجاد وسيلة للكشف عن هذه المادة وهذه الإشارة من مسافة أبعد.
أُطلق على تكامل الأنظمة الإلكترونية في النباتات “الهندسة الإلكترونية الحيوية النانوية للنبات”، ووصف الباحث المساعد “مايكل سترانو” مسعى فريقه بأنه مظاهرة جديدة لكيفية تغلبنا على حاجز التواصل بين النبات والبشر.
عمومًا، تستغرق المادة حوالي 10 دقائق للوصول إلى أوراق النبات بعد سحبها من التربة. وعلى الرغم من وجود بعض الحيوانات القادرة على كشف المواد المتفجرة والقنابل بسرعة أكبر من النبات، إلا أن سترانو قال أن النباتات تعتبر محلل كيميائي جيد جدًا.
وأضاف أيضًا أن النباتات لديها شبكو واسعة ومُتجذّرة في التربة، وتسحب العينات من التربة بشكل مستمر، ولديهم القدرة على إيصال الماء إلى الأوراق ذاتيًا. ناهيك عن حقيقة أنه يمكن أن يتم نسفها في هذه العملية، وذلك يُحدث القليل من الألم والمعاناة والفوضى مقارنةً بالحيوانات.
المصادر:
