طبيب مصري يخترع جهازًا يحافظ على الأعضاء حية خارج الجسم
كتب: أحمد حسين
ابتكر الطبيب المصري “د. وليد حسنين”، صاحب شركة (TransMedics) للخدمات الطبية، جهازًا يُحافظ على الأعضاء المُراد نقلها حية خارج الجسم البشري، بدلًا من طُرق نقلها الحالية التي تتطلّب تجميدها للوصول إلى درجة حرارة مُنخفضة تُحافظ على الخلايا من الموت.
عمل حسنين في بداية حياته جرّاحًا، وكان لا يزال في فترة التدريب ليُصبح جراح قلب، لكنه توقّف عند نقطة ما في تاريخه قائلًا أنه لن يقضي حوالي 12 عامًا من حياته في التدريب، فقرر ترك الطب وبدء مشروعه الخاص المهتم بابتكار طريقة مختلفة لنقل الأعضاء من المُتبرعين إلى المُستقبلين دون الحاجة إلى مُبرّدات، حيث قال أنه من بين كل عشرة أعضاء منقولة ثلاثة فقط يستخدموهم والبقية يخسرونها نتيجة للوقت والمسافة بين المتبرع والمُستقبل.
يضع الجهاز المُسمى “Organ Care System” أعضاء المُتبرّع في حالة تُماثل حالتها في الجسم البشري، لمدة تصل إلى 12 ساعة كاملة، بأنابيب مُتصلة بدوائر تمد العضو بالدم والأكسجين والمُغذيات التي تجعله حيًّا. عادةً يستخدم الأطباء أجهزة لإنعاش القلب الذي تم التبرع به، لكن بعض القلوب تستجيب في حين الأكثرية لا تفعل، لذا اعتُبر الجهاز ثورة في عالم الطب والجراحة.
يُستخدم الجهاز حاليًا في إنجلترا وأستراليا، ولا يزال في تجاربه السريرية في أمريكا، ولم يوافق عليه بعد. قال دكتور “أندرية سايمون”، مدير قسم زراعة الأعضاء بمستشفى هارفيلد بإنجلترا، أنه يعتقد أن الجهاز سيُحدث تغيرًا ملحوظًا في تقنيات نقل الأعضاء وزراعتها، وأضاف أيضًا أنهم استطاعوا أخذ القلوب من المُتبرعين الذين توفوا بسبب توقف القلب وإعادتها إلى حالتها الطبيعية خارج الجسد عن طريق الجهاز، ثم نقلها إلى مُستقبل آخر، وهو ما وصفه د. سايمون بالخطوة الثورية.
يُذكر أن مكتب براءة الاختراع الأوروبي (EPO) رشّح “د. وليد حسنين” وجهازه للفوز بجائزة المُخترع الأوروبي لعام 2017 في فئة الدول غير الأوروبية، والتي سيُعلن عن نتائجها في منتصف شهر يونيو هذا العام. أشاد رئيس مكتب براءة الاختراع الأوروبي بالجهاز، حيث قال أن التكنولوجيا التي ابتكرها د. حسنين تُقدّم منهجًا ورؤية جديدة للحفاظ على أعضاء المُتبرعين وتوفّرها، وتُعطي آمالًا جديدة لمستقبل زراعة الأعضاء.