هوكينج و32 من كبار علماء الفيزياء يوقعون رسالة غاضبة بشأن نشأة الكون
كتبت: مها طــه
لقرون طويلة شغل بال البشرية معرفة نشأة الكون، ولكن حاليًا بدأ التصاعد في حدة النقاش بين علماء الكونيات بهذا الشأن، حيث قام 33 من أكثر الفيزيائيين شهرةً في العالم بنشر رسالة غاضبة موقعة منهم للدفاع عن واحدة من الفرضيات الرائدة لدينا عن نشأة الكون.
جاءت الرسالة ردًا على مقال تم نشره في دورية “Scientific American” في فبراير الماضي، والذي انتقد فيه ثلاثة من الفيزيائيين بشدة نظرية التضخم (فكرة أن الكون توسع مثل البالون بعد فترة وجيزة من الانفجار الكبير)، وذهب هذا المقال إلى حد الادعاء بأن النموذج لا يمكن تقييمه باستخدام المنهج العلمي أي أنه لا يمثل حتى علمًا حقيقيًا. لذا قام 33 من كبار علماء الفيزياء في العالم بمن فيهم ستيفن هوكينج وليزا راندال وليونارد سوسكيند بنشر رسالة غاضبة في “Scientific American” كذلك للرد على هذا الأمر.
ظهرت نظرية التضخم لأول مرة على يد عالم الكونيات “آلان جوث” عام 1980، والقائمة على فكرة أنه بعد جزء من الثانية من الانفجار الكبير بدأ الكون في التوسع بسرعة وغزل المجرات بأكملها من التقلبات الكمومية، ومع الوقت بدأ هذا التوسع المستمر في التباطؤ .
اعرفوا أكتر عن نشأة الكون من هنا.
في السنوات التالية لطرح هذه النظرية تم تحسين الفكرة الأصلية وتحديثها من قبل علماء الفيزياء في جامعة ستانفورد وعلى رأسهم ” أندريه ليندي” ومنذ ذلك الحين أمضوا حياتهم المهنية في صقل نموذج التضخم الذي أصبح فيما بعد النظرية الرائدة لكيفية نشأة الكون.
يُذكر أن “جوث” و”ليندي” بالإضافة لعلماء الكونيات “ديفيد كايزر” و”ياسونوري نومورا” و29 آخرين وقعوا هذه الرسالة، والمثير للاهتمام أن أحد زملاء “جوث” و”ليندي” الفيزيائي “بول شتاينهاردت” هو واحد من الثلاثي الذي تقدم بالمقال المردود عليه، والمفارقة أن شتاينهاردت قد حصل بالاشتراك مع زميله جوث وليندي على جائزة ديراك المرموقة عن “تطوير مفهوم التضخم في علم الكونيات” بالأساس عام 2002.
سلطت المقالة الرافضة للنظرية الضوء على الأبحاث الحديثة على خلفية الموجات الميكرووية الكونية والتي لا تتطابق مع تنبؤات نظرية التضخم، كما انتقدت حقيقة أن التضخم سيولد موجات جاذبية أولية، وبذلك فهي تنكر العثور عليها من الأساس. اعرفوا أكتر عن موجات الجاذبية من هنا.
ملخص ما جاء في المقال كان أن البيانات التي توصل إليها علماء الكونيات سابقًا يجب أن يعيدوا تقييمها، مع النظر في أفكار جديدة حول كيفية نشأة الكون. هذا الانتقاد في حد ذاته يعتبر من العلامات الصحية في عالم العلوم، ولكن ما أثار حفيظة العلماء الثلاثة وثلاثون وعلى رأسهم هوكينج هو افتراض أن نظرية التضخم لا يمكن اختبارها من الأساس وأنها ليست قائمة على أساس علمي من الأصل.
الرد على هذه المقالة من هوكينج وزملاؤه تناول هدم فكرة عدم وجود أساس علمي يمكن تجريبه لنظرية التضخم، حيث أنه على مدار الـ37 عامًا الماضية تم تصميم العديد من نماذج التنبؤات الصحيحة القابلة للاختبار، ما يعني أنها بالضرورة علمية وتعتمد على أدلة قوية تم تجميعها على مدار سنوات.
من جانبهم ردّ مؤلفو المقالة على هذه الرسالة الغاضبة بحفاظهم على موقفهم من أن النظرية ليست قابلة للاختبار. من المؤسف أنه لا يوجد حل دقيق لهذا الجدال حتى الآن، حيث يتمسك كلا الطرفين برأيه ولكنهما يتفقان على حقيقة أن نظرية التضخم ليست مثالية، وأنه يجب دومًا البحث عن أدلة جديدة لإثبات أو نفي صحة النظرية.
المصادر: scientificamerican theatlantic cosmic sciencealert