دم المتوفى ما بين إمكانية الاستفادة منه وعدمها
كتب: أحمد حسين
نقص أكياس الدم مشكلة كبيرة بتواجهها المستشفيات في العالم كله تقريبا. ده خلى كتير من الناس وبالتالي العلماء يسألوا: ليه ما نقدرش نستفيد من دم الشخص المتوفي طالما إحنا قادرين نستفيد من أعضاء جسمه اللي ممكن بيها يتم إنقاذ ملايين البشر من الموت؟ خاصةً في وجود مشكلة حقيقية حيث إن أكياس الدم الموجودة أقل بكتير من المطلوب.
في البداية خلونا نوضّح إن مش كل البشر يقدروا يتبرعوا بالدم، وإن في أربعة أنواع من البشر غير مؤهلين للتبرع بالدم وهم: الطفل – كبير السن – الحامل – الشخص اللي بيرسم وشم. والسبب إن الأخير غير مؤهل إن إبرة التاتوو الدائم (الوشم) بتدخل تحت الجلد وبيختلط حبرها بالدم لذلك بيصعب أخذ تبرع منه لأنه بيبقى شبه ملوّث وصعب يختلط بدم آخر صافي.
لكن يظل السؤال، هل نقدر نستفيدمن دم المتوفى من الأساس؟
الإجابة أيوه. بحسب كلام ”د. هاريسون وييد“ أستاذ الطب في جامعة أوهايو إنه يجوز أخذ الدم من المتوفى، لكن الموضوع غير عملي، لأسباب كتير، منها إن الدم له وقت محدد يبقى فيه على طبيعته. يعني الدم بعد مرور 6 إلى 8 ساعات بيتجلّط نظرا لتوقف القلب واللي بالتبعيّة بيؤدي لتوقف الدورة الدموية، وهنا بيبدأ الدم يختلط بعناصرتانية تؤدي لتلوّثه زي ثاني أكسيد الكربون.
في كثير من البلاد بتمنع أخذ أي شيء من جثّة المتوفى إلا بعد موافقته، ولو موافقته غير موجودة الموضوع بيحتاج موافقة العائلة ودة صعب جدًا إنه يتم في أربع أو خمس ساعات، لذلك الموضوع غير عملي. في حين أشارت الكاتبة ”ماري روش“ في كتابها ”Stiff“ إنه في معهد ”سكيلوفسكي“ في روسيا ولمدة 28 سنة تم أخذ حوالي 25 طن من الدماء من الجثث فور وفاتهم، بدون الإشارة إلى صلاحية هذا الدم من عدمه وتفاعله مع الجسم المستقبل لهذا الدم. لذلك يظل الموضوع غير آمن أو عملي، كون الشخص المتوفى لا نستطيع أخذ الدم منه غير مرة واحدة فقط محددة بوقت معين في حين إن الشخص الحي يقدر يتبرع الدم طول حياته.
طيب ليه نقل الأعضاء بينفع؟ وهل بنقل الأعضاء دي بيتم نقل كميات دم ولو صغيرة ضمنيّا معاهم؟
نقل الأعضاء من المتوفي _بعد موافقته_ بينفع لأنه العضو يبقى عاملًا طالمًا أنه لم يتلف وطالما إن الدم بيوصّله، لذلك لما بينتقل العضو لجسم آخر بيتفاعل مع دم الشخص الجديد بسرعة، وبيبدأ في أخذ موضعه كعضو فاعل في الجسم. والكلام عن أخذ الدم ضمنيًا مع العضو غير دقيق كون الدم بيتوقف عن الدوران بعد فترة من الوفاة، وبيتوقف عن الوصول للأعضاء، وكتير من الأعضاء عمومًا ما بيتأثرش بالتقدّم في العمر عكس الدم.
لذلك حل مشكلة نقص أكياس الدم في العالم إنه الناس الأحياء يتبرعوا بشكل أكبر، كون التبرع مفيد للمتبرع والمُستقبِل، للمتبرع لأنه بيجدد له نشاط الدورة الدموية بشكل متكرر، وللمُستقبِل لأنه بينقذه من الموت في حالات كتير. لذلك معظم الإحصائيات اللي إتكلمت عن التبرع بالدم قالت إن كل شخص بيتبرع بالدم في قصاده ثلاثة أشخاص بيتم إنقاذهم، التبرع بالدم مهم، وغير مؤذي بالعكس مفيد، وتقدر تنقذ عن طريقه شخص من الموت.
المصادر