دراسة ضخمة يظهر العلاقة بين المسكنات وخطر الإصابة بالأزمة القلبية
كتبت: مها طــه
كشفت دراسة جديدة وضخمة عن وجود علاقة بين تعاطي المسكنات (التي تؤخذ دون وصف الطبيب) وزيادة خطر الإصابة بالأزمة القلبية حتى في غضون الأسبوع الأول من الاستخدام.
شملت الدراسة العديد من مضادات الالتهاب غير الستيرودية مثل عقار الإيبوبروفين، وهي المسكنات الأكثر شيوعًا في العالم والتي يتم أخذها بدون الرجوع إلى الطبيب. في دراسات سابقة، أثبت الباحثون وجود علاقة بين مضادات الالتهاب غير الستيرودية وفشل القلب وتأتي الآن هذه الدراسة الأخيرة لتعطي فكرة أفضل عن الجرعات المسئولة عن ذلك.
قام فريق بحثي بقيادة علماء كنديين بتمشيط قواعد بيانات طبية عن الدراسات التي تتضمن عقاقير مثل الإيبوبروفين وغيره، حيث أراد الباحثون التوصل إلى حقيقة الجرعات التي يتم تعاطيها من هذه العقاقير، حيث أنها غالبًا ما يتم استعمالها عند الحاجة، دون الالتفات إلى أثرها على المدى الطويل.
أظهرت البيانات المأخوذة من حوالي نصف مليون مريض أن أي جرعة من المسكنات ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأزمة قلبية حتى في خلال الأسبوع الأول من الاستخدام، وذلك بمقارنة الأشخاص الذين تناولوا المسكنات مع أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، ووجد الفريق زيادة في خطر الإصابة بالأزمة القلبية بنسبة 20 – 50%، وذلك على كل أنواع المسكنات المختلفة التي بحثوها.
هذه النتائج ليست مفزعة كما تبدو، وذلك لأنها نسب تمثل الخطر النسبي وليس الخطر المطلق، والفرق هنا يأتي من أن الخطر النسبي يتم قياسه على مجموعة معرضة بالأصل للإصابة بمرض معين دون غيرها، أما الخطر المطلق فهو ما معناه أن 50% ممن يتناولون المسكنات سيصابون بالأزمة القلبية.
صرّح “ستيفن إيفانز”، أخصائي علم الأوبئة والمناعة والذي لم يكن مشاركًا في الدراسة لوكالة أنباء CNN أن هذه النسبة صغيرة نسبيًا وبالنسبة لمعظم الناس غير المعرضين لخطر الإصابة بالأزمة القلبية، فإن هذه النتائج لها آثار ضئيلة.
وأضاف ان جميع الأدوية الفعّالة لها آثار جانبية غير مرغوب فيها، وخير مثال على ذلك هو المسكنات التي وعلى الرغم من توافرها بسهولة إلا أنها تحمل بعض المخاطر، لكن هذه الدراسة لا تمثل سببًا للقلق لمعظم مستخدمي هذه المسكنات. وبصرف النظر عن التمييز الحيوي بين الخطر النسبي والمطلق فمن المهم التأكيد أيضًا على أن الدراسة وعلى الرغم من أنها تشتمل على عدد كبير من الناس إلا أنها لا تزال مجرد ملاحظات على قاعدة بيانات معدة مسبقًا.
قال “كيفن ماكونواي”، عالم الإحصاء، أنه وطبقًا للإحصاءات فمن الممكن أن تكون المسكنات ليست في الواقع هي السبب في زيادة خطر الإصابة بالأزمة القلبية.
حتى الآن تبدو النصيحة الأفضل هي تجنب الاعتماد لمدة طويلة المدى على المسكنات مع أخذ الحد الأدنى من الجرعة الفعّالة ولأقصر وقت ممكن خاصةً في حالة أولئك الذين يعانون من ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.