دراسة: تعليم الموسيقى للأطفال يعطيهم موصلات إضافية في المخ
كتب: أحمد حسين
وفقًا لمجموعة من الأبحاث الجديدة التي ستعرض في الاجتماع السنوي القادم لجمعية أطباء الأشعة من أمريكا الشمالية في شيكاغو، فإن تعليم الأطفال الصغار العزف على الآلات الموسيقية يساعدهم على تطوير وصلات عصبية جديدة في المخ، والتي ستحافظ عليه بشكل جيد لبقية حياتهم، حتى أن هذه الوصلات الجديدة يمكن أن تساعد في درء مرض التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
أوضحت الباحثة ”بيلار دايز-سواريز“، في بيانٍ لها، أنه من المعروف أن التعليمات الموسيقية تفيد الأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات في التعامل والتعايش معها بسهولة، لكن حتى الآن، لم يصل العلم إلى كيفية تأثير التدريبات الموسيقية على هذه الاضطرابات في المخ.
قررت الباحثة ”بيلار دايز-سواريز“ بمساعدة فريقها مسح مخ 23 طفلًا تتراوح أعمارهم بين خمسة وستة سنوات، باستخدام تقنية تُسمى ”تصوير الانتشار الموتّر – (Diffusion tensor imaging (DTI“، قبل وبعد دورة تدريبية للعزف على بعض الآلات الموسيقية لمدة تسعة أشهر، من ضمنهم آلة موسيقية تُدعى الـBoomwhackers. وهي عبارة عن أنابيب مفرّغة بأطوال مختلفة تُقرع على فترات متفاوتة وتنتج نغمات مختلفة، وهي في الواقع ألطف كثيرًا مما يوحي اسمها.
وركّز الباحثون في بحثهم على نوع من أنسجة المخ تسمى المادة البيضاء، والتي تحتوى على الألياف العصبية _المعروفة باسم المحاور_ التي تربط الخلايا العصبية معًا، حتى تستطيع المناطق المختلفة من المخ التواصل مع بعضهم البعض. أظهرت الأبحاث السابقة أن الأطفال الذين يعانون من التوحد، أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، تقل في أدمغتهم هذه المادة البيضاء، مما يدل على قلة المحاور في المخ.
في نهاية الشهر التاسع من الدورة التدريبية الموسيقية، أظهر المسح بتصوير الانتشار الموتّر، أن حجم المادة البيضاء في القشرة الأمامية من مخ الـ23 طفلًا زاد بالفعل، مشيرًا إلى أن التدريب الموسيقي هو السبب في زيادة الموصلات والمحاور في المخ، وبالتالي زيادة الترابط بين مناطق الدماغ المختلفة.
قالت سواريز، أنه عندما يتلقى الطفل تعليمات موسيقية، فإن مخه يعمل بكل طاقته على إكمال هذه المهام، والتي تشمل السمع والإدراك والعاطفة والمهارات الاجتماعية، حيث تحفّز التدريبات الموسيقية هذه المناطق المختلفة من المخ.
المصادر: iflscience eurekalert