دراسة: الغضب من بعض الأصوات يتأصّل في الموصلات العصبية

كتب: أحمد حسين

هل صوت الصفير يثير غضبك؟ ماذا عن الضوضاء من شخص ما يأكل؟ من المرجح أن من يغضبون بسبب هذه الأصوات قد لا يكونوا عصبيين بالأساس، لكنهم في الواقع حصلوا على عقول تُنتج ردود فعل عاطفية مفرطة لضوضاء معينة. تُعرف الحالة باسم «ميسوفونيا».

منذ فترة طويلة يعتقد الناس أنهم يعانون من هذه الحالة، ولكن لم يكن لذلك الطرح أي أساس في علم الأعصاب، فقط أنه في بعض الأحيان ينزعج الناس من بعض الأصوات. ولكن لأولئك الذين يعانون من ميسوفونيا، فهو أكثر من ذلك.

أجرى الباحثون -لأول مرة- رسم مخ للمصابين بالحالة، ووجدوا اختلافات مادية متعلقة بالموصّلات العصبية الموجودة في المخ. عن طريق 22 مشاركًا. فحص العلماء المخ عند الاستجابة لمجموعة أصوات مختلفة عن طريق الماسحات الضوئية للتصوير بالرنين المغناطيسي. كانت الأصوات مثل المطر أو صراخ طفل أو ضوضاء مزعجة، يمكن أن تكون أي شيء بدءًا من تناول رقائق البطاطس إلى العطس.

وجد العلماء أن منطقة الدماغ التي تربط حواسنا مع عواطفنا كانت متصلة بشكل مختلف لكل شخص منهم، هذا ما يسبب انزعاج هؤلاء الناس وليس مجرد الشعور بالضيق من الضوضاء، فكراهية هذه الأصوات والغضب كرد فعل عليهم سببه الوصلات العصبية في المخ، لذا يكون الغضب أو الكراهية شيء حقيقي، لأن المخ يتصرف على أنه في حالة ذعر شديد.

تقول «أولانا تانسلي» أحد المتطوعين في البحث من هانكوك، أن الصوت المزعج بالنسبة لها يحفّزها على حالة «القتال أو الهرب» والتي يُفرز بها هرمون الأدرينالين ويبدأ الجسم في التوتر. كما وصفت بعض الحالات الأخرى مشاعر مختلفة كالشعور بالخجل والحرج، وهي مشاعر لا يمكن السيطرة عليها. أضافت «أولانا» أن رد الفعل هو الغضب في الغالب وليس الاشمئزاز، العاطفة المسيطرة هي الغضب ، يبدو وكأنه استجابة طبيعية، ولكن بعد ذلك يتم الانتقال إلى مشاعر أخرى.

حتى الآن لا يمكن للأطباء أن يصفوا علاجًا لمن يعانون من الميسوفونيا، لكن خلال السنوات يتطوّر وعي المصابين لمقاومة الميسوفونيا، مثل ارتداء سدادات الأذن، أو تجنب وترك الأماكن ذات الأصوات المزعجة والضوضاء وغيرهم.

المصادر: iflscience newscientist