خلايا مُعدّلة وراثيًا لعلاج مرض السكر دون حقن
كتب: أحمد حسين
طوّر باحثون بالمعهد الفيدرالي للكنولوجيا في بازل بسويسرا علاجًا جديدًا يُمكنه علاج مرض السكر دون الحاجة إلى حقن الأنسولين المُرهِقة، عن طريق ستخدام خلايا مُعدّلة وراثيًا توضع تحت الجلد كرقعة لاصقة. نجح هذا العلاج في تجاربه على الفئران، وحاليًا يسعى الباحثون لتجربته على البشر. نُشر البحث في جريدة العلوم.
تمكن الباحثون من تحقيق ذلك من خلال إعادة تعديل أو هندسة خلايا الكلى البشرية، والتي تُدعى خلايا الكلوة البشرية أو خلايا الكُلى الجنينية البشرية (HEK Cells)، عندما أضافوا جينات إلى قنوات نقل البروتينات والجلوكوز الطبيعي وقنوات البوتاسيوم، الموجودة بالفعل في غشاء الخلايا، وهذه الجينات جعلت خلايا الكلوة البشرية حساسة للجلوكوز، وأضافوا جينات أخرى تحفزهم على إطلاق الأنسولين عندما وصل مستوى الجلوكوز إلى حدٍ زائد، وبذلك استطاع العلماء صُنع خلايا بيتا صناعية.
عندما زُرعت الرقعة اللاصقة تحت جلد الفئران التي تُعاني من مرض السكر النوع الأول، كانت الخلايا المُعدّلة وراثيًا قادرة على كشف ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، وإطلاق الأنسولين لإعادتها إلى مستواها الطبيعي. في تطوّر غريب للأحداث، وجد العلماء أن الخلايا المُعدّلة جينيًا تفوقت على خلايا البنكرياس الطبيعية، التي تطوّرت على مدى ملايين السنين لتنظيم مستويات السكر في الدم.
عملت الخلايا الصناعية لمدة ثلاثة أسابيع ثم توقّفت عن العمل، لكن الباحثون يعتقدون أنهم –في المُستقبل- يستطيعون زراعة الخلايا في البشر، والتي لن تحتاج إلا أن تُستأصل وتحل محلها خلايا جديدة ثلاثة مرات في العام الواحد فقط، وهذا يعني أن المرضى سيستطيعون الاستغناء عن حقن الأنسولين. ولأن الخلايا توضع في كبسولات مسامية تحت الجلد، تسمح بمرور الأنسولين من خلالها، فإنها لا تحتاج إلى مطابقة صفات المريض الوراثية لزراعتها تحت جلده.
في السنوات القادمة، سيتم إنتاج هذه الرقعات اللاصقة بكميات كبيرة وشحنها للدول المختلفة، وهذا ما سيقلل بشكل كبير من تكاليف صناعتها، لكن طرحها في الأسواق لن يكون في الوقت القريب جدًا، توقّع الباحثون أن أقرب وقت يمكنها أن تتواجد فيه في السوق هو بعد 10 سنوات على الأقل، وهذا ما سيجعلها آمنة وبعيدة عن عقبات التجارب الأولى، وإذا استطاع الباحثون الحصول على نتائج التجارب العملية على البشر، فسيُمهد هذا الطريق أمام علاج أنواع مرض السكر – الأول والثاني- دون الحاجة إلى حقن الأنسولين.
المصادر: iflscience theguardian