حاسب يا حبيبي الواي فاي يعضك!
كتبت: يارا كمال
يا ترى ماما لما بتتعامل مع الراوتر على إنه مفاعل تشرنوبل وإنه هيجيب لك سرطان وصرع وكل الأمراض المستعصية، بيكون عندها حق ولا هي بتبالغ؟
إحنا بنتعرّض لموجات الراديو اللي بتوصل الشبكات اللاسلكية في تليفوناتنا وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المتوصلة بالبلوتوث وغيرها. الأبحاث اللي اتعملت عن موجات الراديو وصحة الإنسان بيرجع تاريخها على الأقل لخمسينات القرن الماضي، لما ابتدا يبقى فيه قلق بخصوص تعرض جنود البحرية للرادار القوي اللي على متن السفن.
كل الأبحاث بتقول لنا إن الترددات العالية للإشعاع الكهرومغناطيسي ممكن تطور نمو الأورام والسرطان، ومثال على ده ارتباط أشعة الشمس فوق البنفسجية بالسرطان . وحتى مع الترددات المنخفضة، التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي بمستويات عالية جدًا ممكن يؤذيك، بس مش لدرجة السرطان يعني.
”كينيث فوستر“، أستاذ الهندسة الحيوية في جامعة بنسلفانيا وشارك في كتابة عرض للأبحاث الصحية اللي اتعملت عن الواي فاي، قال إنه، وفقًا لفهمنا الحالي لقوة ومخاطر موجات الراديو، السلطات الصحية العالمية حطت معايير أمان للأجهزة اللي بينبعث منها إشعاع كهرومغناطيسي (من أول التليفونات المحمولة والميكروويف لحد ريموت العربية)، لكن التعرض لراوتر الواي فاي أقل بكتير أوي من الحدود الآمنة.
برضه عشان نفهم أكتر، خلونا نعرف الراوتر اللاسلكي بيشتغل إزاي؟
أغلب الناس فاكرة إن الراوتر ده طول الوقت بيرسل ويستقبل معلومات، بس في الحقيقة هو بيرسل موجاته 0.1% من الوقت، وفقًا لكلام “فوستر”. ممكن الموضوع يزيد شوية لو بتتفرج على فيديو، لكن أغلب الوقت الراوتر بتاعك بيبقى قاعد كده حاطط إيده على خده، مستني حاجة تحصل.
بس عمومًا، كل مسافة أنت بتبعدها عن الراوتر بتقلل قوة الإشعاع على جسمك. بس خد عندك بقى، الموبايل أثناء المكالمة بيصدر إشعاع بشكل ثابت بقوة تصل لـ100 ضعف قوة إشعاع الراوتر اللاسلكي، وهنا بقى إنت حاطط الموبايل على راسك عدل، مع ذلك، محدش توصل لأي مشاكل صحية مع المستوى ده من التعرض للإشعاع. يعني قول لماما تهدى شوية. ولا أقول لك استنى شوية.
فيه بعض الخبراء عندهم مخاوف كبيرة بشأن أنواع الإشعاع اللي شدتها منخفضة اللي بتنتجها أجهزتنا اللاسلكية. ”جويل موسكوفيتش“، مدير مركز صحة الأسرة والمجتمع في جامعة كاليفورنيا ببيركلي، قال إننا عندنا دراسات معمولة على حيوانات بتشير إلى إن حتى التعرض حتى لمستويات منخفضة من نوع إشعاع موجات الراديو المرتبط بالواي-فاي ليه آثار صحية سلبية متنوعة، زي مشاكل النمو العصبي والسرطان والتأثير السلبي على العملية الإنجابية _سواء بالنسبة للستات أو الرجالة_ وخصوصًا بالنسبة للحوامل والأطفال.
كمان منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لأبحاث السرطان صنفوا الموبايلات كـ”مسببات محتملة للسرطان“، بمعنى إنه لحد دلوقتي مفيش أبحاث كافية تثبت إذا كانت بتسبب السرطان فعلًا ولا لأ.
والسنة دي، في دراسة اتعملت على فيران توصلت إلى إن التعرض المكثف لإشعاع الموبايل زوّد عرضة الفيران للإصابة ببعض أورام المخ والقلب. وبعض الأبحاث اللي اتعملت على القوارض برضه ربطت المستويات العالية من الواي فاي وتعرض الخلية للتغيرات الهرمونية والإجهاد التأكسدي، وده نوع من التغيرات ممكن يسبب سرطانات وأمراض في المخ.
”فوستر“ بقى شايف إن فيه كتير من الدراسات اللي بتتعمل على الحيوانات ماتتاخدش في عين الاعتبار أوي بخصوص جودة التصميم، وبالتالي مانقدرش نطبق اللي جربناه على الحيوانات على الإنسان، زائد إن كتير من التجارب اللي ممكن تسبب لنا قلق من إشعاع موجات الراديو تضمنت قوارض اتعرضت لمستويات من الإشعاع أكبر بكتير من اللي بيتعرض ليها الناس باستخدام الموبايل أو شبكات الواي فاي.
”موسكوفيتش“ مش معترض على الكلام ده، بس بيقول إن كمية إشعاع موجات الراديو اللي بيتعرض ليها الناس والأطفال دلوقتي مختلفة وبتثير مخاوف جديدة، فلما نيجي نتكلم عن التعرض المتراكم لأجهزة وشبكات الواي فاي الكتير اللي حوالينا دي، فاحنا كده بنستعملها عمياني واحنا مش عارفين مدى تأثير ده علينا.
أكيد احنا مش هنقدر نتجنب التعرض لموجات الراديو تمامًا في العهد اللي إحنا فيه، بس ”موسكوفيتش“ بينصح إننا نبعد أجهزة الواي فاي عن جسمنا، يعني بلاش تقعد حاضن الراوتر، وأقفل شبكات الواي فاي لو مابتستخدمهاش. وبرغم إن المخاطر الصحية للواي فاي كلها كلام نظري، إلا إن تقليل التعرض ليه أفضل من وجهة نظر ”موسكوفيتش“. تاخد صف أنهي فريق؟ ”فوستر“ ولا ”موسكوفيتش“؟
المصدر: time theguardian
