.
النشرة

ثقب أسود كبير يتحرر ويتحرك بسرعة عبر مجرته

كتبت – يارا كمال

رصد فريق يقوده الفيزيائي ”داتشنج لين“ من جامعة ”نيو هامبشاير“، ثقب أسود مكتشف حديثًا يبدو أن مجرة أخرى جعلته يترك مكانه ويتحرك عبر مجرته.

يُعتقد أن الثقوب السوداء فائقة الضخامة (super massive black holes) تبقى في مركز كل مجرة في الكون. وليس من الواضح  سبب بقائها دومًا في المركز، ولكننا في أمان بمعرفة أن الثقوب السوداء تبقى في المكان الذي من المفترض أن تتواجد فيه، ولكن هذا الثقب قد يغيّر انطباعنا عنها.

تتكون الثقوب السوداء العادية عندما ينفد وقود نجم يبلغ حجمه على الأقل خمسة أضعاف حجم الشمس، وينهار على نفسه لخلق فراغ مدمر لا يستطيع الضوء حتى أن يهرب منه.

وهناك أيضًا الثقوب السوداء الهائلة (massive black holes) –والبعض يشير إليها بالثقوب السوداء متوسطة الكتلة (intermediate-mass black holes)- والتي تكون من 100 إلى 100 ألف ضعف حجم شمسنا.

وعلى جانب آخر، هناك الثقوب السوداء فائقة الضخامة التي تبلغ كتلتها مئات الملايين من كتلة الشمس، وقد تكون الثقوب الأكبر في ثقل 10 مليارات شمس. ويُعتقد أن الثقوب السوداء الهائلة وفائقة الضخامة هي قلب كل مجرة في هذا الكون.

ليس من المؤكد لماذا يقع الثقب الأسود في المركز في النهاية. تقول إحدى الفرضيات أن الثقب الأسود يوجد في البداية ثم ينجح في شد مجرة كاملة مليئة بالمادة حوله. وتقول أخرى أن تلك الهالة من المادة المظلمة التي تحيط بكل مجرة تركّز مادة المجرة الجديدة بتلك الطريقة التي تنتهي بثقب أسود هائل أو فائق الضخامة في المركز والنجوم في أي مكان آخر.

بغض النظر عن الطريقة التي جعلتهم في المركز، تميل الثقوب السوداء فائقة الضخامة إلى البقاء في مكانها في مركز المجرة، ولكن الفيزيائيين افترضوا أنه في حالات نادرة جدًا –شيء ما كارثي- قد تتسبب في خروجها وابتعادها عن مكانها.

يبدو أننا وجدنا ثقب أسود فائق الضخامة شارد يقطع حدود مجرة ”SDSS J141711.07+522540.8“ والتي تبعد عن الأرض بحوالي 4.5 مليار سنة ضوئية.

عرفنا معلومات عن هذا الثقب الأسود الذي يُدعى ”XJ1417+52“ منذ أكثر من عقد، وقُدر حجمه سابقًا بحوالي 100 ألف ضعف حجم الشمس. وعندما رُصد في البداية، بدا أنه ثابت في مركز المجرة.

ورجح الفريق الذي رصده مؤخرًا أن الثقب الأسود تحرر من مكانه عندما اندمجت أو اصطدمت مجرته بمجرة مجاورة، وهو شيء متوقع أن يحدث لمجرة درب التبانة في حوالي 5 مليار سنة.

ويُعتقد أنه عندما حدث الاصطدام، تحرّكت شمس من مجرة لتقترب بشدة من الثقب الأسود فائق الضخامة في المجرة الأخرى، مما أقصى الثقب الأسود الذي مزّق الشمس.

يفسّر ذلك لماذا عندما لاحظ الفريق أن الثقب الأسود في المرة الأولى بين عامي 2000 و2002، بدا ساطعًا بشكل لا يصدق، ولكنه لم ينجح في تحديد مصدر هذا التوهج إلا في السنوات القليلة الماضية.

يطرح سؤال نفسه: هل يجب أن نقلق بشأن أن يفعل ثقب أسود ضال ما يريد أينما أراد؟

إذا لم نعرف كيف نسافر إلى أماكن يبعدنا عنها مليارات السنين الضوئية، فإن الإجابة هي أننا لا يجب أن نقلق بشأن ذلك.

لمعرفة المزيد عن تعريف الثقب الأسود، يمكنك قراءة موضوعنا: الثقب الأسود: الداخل مفقود والخارج مش موجود أصلاَ

المصادر:

sciencealert   nasa

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى