نيكولا تسلا والطائرات دون طيار من 120 سنة!
كتب: أحمد حسين
أول مرة سمعت فيها اسم تسلا كانت في درس الفيزياء في ثانوية عامة، وحتى مش فاكر سمعته في أنهي سياق لأني بصراحة بعد ثانوية عامة قررت أنسى الفيزياء دي تمامًا، بس هي مانسيتنيش وواضح إنها مش ناوية تنساني. المهم، بعيدًا عن موضوعي مع الفيزياء.
تاني مرة قابلت فيها اسم تسلا كان في فيلم (The Prestige) اللي أخرجه ”كريستوفر نولان“ سنة 2006.
في الفيلم ده “ديفيد بوي” لعب دور تسلا، العالم غريب الأطوار اللي بيعمل اختراعات غريبة وعايش لوحده وإديسون باعت وراه رجالته يدوّروا عليه وبيحاربه.
فكل اللي جيه في دماغي بصراحة إن تسلا ده عالم مُبهر ومجنون في نفس الوقت، لأنه كان بيتعامل مع الكهرباء بشكل بسيط جدًا، كأنه بيتعامل مع الآيس كريم مثلًا! وده شيء بالنسبة لي غريب ومجنون فعلًا.
تسلا دايمًا سابق الزمن
بعدها بكام سنة، شوفت صورة لتسلا وهو قاعد في معمله، وشرار الكهرباء متطاير حواليه كده، وما أقدرش أنكر انبهرت الصراحة من الصورة، وساعتها عرفت ليه كانوا بيسمّوه ”ساحر الغرب“. الراجل كان فعلًا عبقري وساحر في نظرياته وفي حياته بشكل عام.
تسلا اتكلم في زمنه عن اختراعات كتير ماشوفنهاش غير في الزمن ده، منها مثلًا إنه فكّر في الواي فاي، وفكّر في العربيات اللي بتمشي من غير سوّاق، وفكّر في الهواتف الذكية والتليفزيونات، وكمان فكّر بقى في الطيّارات اللي بتطير من غير طيّار، وده اللي حابب نتكلم عنه شوية.
تسلا والطائرات دون طيار !
سنة 1898، تسلا كتب عن ابتكاره واختراعه لطيّارة صغيرة بتطير عن طريق التحكّم عن بُعد، بدون ما تحتاج وصلة كهرباء أو أسلاك، وقال إنه لقى طريقة يحرّك بيها الطيارات عن طريق موجات. نبضات أو إشعاعات ممكن توصل على الأرض وفي الميّه البحار يعني وحتى الهواء، بمعنى إنها ممكن توصل للطيّارة طول ما هي في دائرة تأثير النبضات أو الموجات دي.
تيسلا في الوقت ده كان عايز يستخدم موجات الراديو كحلقة اتصال بين المتحكّم في الطيارة والطيارة نفسها. موجات الراديو ساعتها كانت لسه جديدة أساسًا، يعني كانوا لسه مكتشفينها سنة 1867، وبدأوا يستخدموها في الاتصالات في 1890 مثلًا.
تسلا وصف الموجات دي بإنها ذبذبات كهربائية لا تتبع مسار مُحدد، لكنها تنتشر في الفضاء كخطوط مستقيمة.. مش سهل خالص تسلا.
في كتابه ”طرق وأدوات التحكّم في المركبات والسيارات“، واللي اتكلم فيه تسلا عن الطيّارات دي اللي ممكن نستخدمها في الحرب وفي الاتصالات وفي اكتشاف الأماكن الجديدة اللي مانقدرش نوصل لها بالطرق العادية.
المبهر في الموضوع، إن الطيارات اللي بتصوّر دي لسه ظاهرة في السوق من سنين قليلة، يعني بعد ما تسلا ابتكر الفكرة بحوالي 120 سنة مثلًا!، حاليًا، الطيّارات دي بتُستخدم في الحروب، حاجة كده أشبه باستخدام القنابل الذريّة في نشر السلام في العالم.
أول طيارة بلا طيّار استُخدمت كانت في الحرب العالمية الأولى، وأُطلق عليها اسم (The Kettering Bug)، وكانت طيارة قادرة تشيل قنبلة واحدة، وتحدفها على هدف مُحدد. بس كانت تعتبر بمقاييس دلوقتي فاشلة، لأنها كانت صعبة في التحكّم، وكما بتتدمّر بعد ما بترمي القنبلة على طول.
في النهاية، حابب أوضّح إن علم تسلا ده في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان بيُعتبر مثير للجدل جدًا، وتسلا نفسه كان بيُعتبر إنسان مثير للجدل، ومازال الحقيقة. بس دلوقتي على الأقل له تقديره، وفي نوع عربيات باسمه وبيطلع في أفلام كشخصية غامضة ومثيرة والدنيا فُل معاه. نتمنى لو نقدر ندوّر وراه شوية، مش بعيد يبقى مخترع الشيشة في بداياته!
المصادر: gizmodo popsci iflscience