.
ليه وإزاي؟

تغير المناخ: التبريد السريع هو الحل!

كتبت: مها طـه

تغير المناخ هو أحد أهم المشكلات اللي بتواجه العالم كله في الوقت الحالي. مؤتمرات وعملنا، تفكير في حلول بره الصندوق والعلماء بيفكروا، محاولات شغّالة لتقليل انبعاثات غازات الإحتباس الحراري مع الاتجاه لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة عشان نتجنب الغازات الناتجة عن الإحتراق.

مشكلة تغير المناخ بتعتبر مشكلة معقدة وبتتداخل فيها عوامل كتير لكن كمان على قد ما المشكلة معقدة ممكن الحل يبقى بسيط جدًا في السحاب مثلًا!

السحاب هو الحل

تخيلوا إن الحل يكون بسيط زي إننا نستخدم السحاب عشان نحل مشكلة تغير المناخ، في علماء بيتبنوا وجهة النظر اللي بتقول إننا لازم نستخدم الطبيعة عشان نقدر نحل مشاكلنا، ونُعيد هندسة البيئة وفقًا لاحتياجاتنا نفسها، وأهمها هو إنقاذ حياة ملايين البشر من الخطر اللي ممكن يحصل لو استمر تغير المناخ على هذا الشكل.

فكرة تبريد كوكب الأرض من خلال اختراق السحب فكرة قديمة أصلًا، وموجودة من 1974 لما ”ميخائيل بوديوكو“، خبير الأرصاد الجوية، اقترح طريقة لجعل السحاب عاكس. يعني ببساطة لما أشعة الشمس توصل للسحاب، يبقى السحاب قادر يعكسها بدل ما توصل أصلًا لسطح الأرض، وطبعًا لو موصلتش هيحصل تبريد سريع لسطح الأرض.

الفكرة لمعت تاني في دماغ العلماء سنة 1991 مع ثوران بركان ”بيناتوبو“ واللي أدى لانخفاض درجات الحرارة بحوالي 0.5 درجة كلفن لمدة سنتين بعدها.

الثورات البركانية بيخرج معاها كميات كبيرة من الغازات، بما فيها غاز ثاني أكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين، واللي بتنبعث في الغلاف الجوي للأرض. الكبريت عنصر جيد في تشتيت الضوء وبالتالي فمركبات الكبريت زي حمض الكبريتيك مثلًا، بتُعتبر عادةً أفضل وسيلة للتحكم في قدر الإشعاع الشمسي.

حلول تغير المناخ ما بين آراء العلماء المتضاربة

في 2011، أنتج تعاون بحثي بريطاني مشروع لحقن جزيئات طبقة الستراتوسفير للعمل على هندسة المناخ  (SPICE). المشروع عبارة عن إطلاق رذاذ من الماء في الغلاف الجوي، ويعتبر هو الخطوة الأولى لاختبار التقنية الجديدة المقترحة لتبريد كوكب الأرض عن طريق السُحب. المشروع مكوّن من بالون عملاق مربوط في سفينة موجودة في البحر عن طريق خرطوم طوله حوالي 800 متر.

spice_srm_overview

لكن الحقيقة إنه ومن قبل حتى ما المشروع يبدأ تنفيذه، تم إلغاؤه بسبب بعض المخاوف المحتملة، نتيجة لتضارب آراء الفريق البحثي. المجموعات المدافعة عن البيئة عندها شكوك كبيرة أصلًا حوالين فكرة التحكم في قدر الإشعاع الشمسي، لأنه بالنسبة لهم استخدام أي من مركبات الكبريت بما فيها حمض الكبريتيك ممكن تكون له عواقب وخيمة على الكوكب، بالإضافة لعدم معرفتهم بمدى أمان المركبات دي بالنسبة للبشر اللي عايشين على الأرض.

في افتتاحية مجلة ”Nature“، أشارت المجلة لإنه في الوقت الراهن مفيش أي هيئة إدارية أو مجموعة من المعايير البحثية لتوجيه اختبارات الهندسة الجيولوجية، وده معناه إن الباب تقريبًا مفتوح على البحري للعب في مناخ الكوكب، واللي ممكن يكون له عواقب عالمية كبيرة على نطاق واسع.

مع ذلك فالمجموعات البحثية زي SPICE ومختبر ”سيرن“ في سويسرا، مازالت مستمرة في دراسة الأساليب الممكنة للتحكم في الإشعاع الشمسي.

طبعًا كل سكان الكوكب يتمنوا إن العلم يوصل لحل جذري مريح للمشكلة دي، لأنه لو ماحصلش ومقدرناش نلتزم بالاتفاقيات ونقلل من إنبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري فلازم نجهز نفسنا بقى لإن المريخ يبقى جاهز لاستقبالنا على سطحه لأن الأرض ساعتها هتبقى مش نافعة خالص.

المصادر:

giss.nasa  technologyreview  spice.ac.uk  nature

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى