.
نوّرها

تطعيم التاتو: من النهاردة مفيش حقن!

كتبت: مها طه

”يوم التطعيم“ ، اليوم المشهود اللي كان دايمًا مرتبط في أذهاننا كأطفال بالعياط، وألم شكة الحقنة والخوف منها، ولكن أخيرًا سنشهد نهاية عصر الحُقن عن طريق تطعيم التاتو (Tatto) !!

أخيرًا تم ابتكار طريقة للتطعيم غير مؤلمة، وفى نفس الوقت لها نفس المفعول عن طريق تاتو _جزء لاصق_ مُغطى بعدد من الإبر الدقيقة جدًا _لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة_ ستكون أقل ألمًا  وأكثر أمانًا. كما إنها ستساهم فى ظهور جيل جديد من التطعيمات. كمان قال العلماء إنهم ممكن يطوروا من الفكرة دى تطعيمات من الـ  DNA للوقاية من الأمراض الخطيرة زي الإيدز.

طريقة عمل التطعيم

الإبر الموجودة فى التاتو بتخترق طبقات الجلد فقط من غير ما توصل للنهايات العصبية أو الأوعية الدموية، بمجرد وضع التاتو ده على الجسم بتبدأ الإبر دى فى اختراق الجلد، وتوصيل التطعيم بطريقة آمنة وغير مؤلمة. تطبيق الطريقة دى ممكن ينهي الحاجة للحُقن تمامًا، تخيل بس تلزقها لمدة دقايق، وبكده تكون أخذت الجرعة اللازمة من التطعيم.

التطعيمات هدفها الأساسى هو زيادة قدرة جهاز المناعة على محاربة الأمراض عن طريق تعريضه لجرعات صغيرة من المرض عشان يبدأ فى محاربتها والقضاء عليها.

 حاليًا العلماء بيحاولوا يطوروا تطعيمات من الـDNA، بتنقل جينات معينة للمرضى، ساعتها تبدأ الخلايا اللى أخدت التطعيم تنتج مواد شبه اللى بينتجها الطفيل أو الفيروس بحيث إنها تساعد الجهاز المناعى إنه يتعرف عليها، وبالتالى إذا هاجمته نفس الأمراض دى فى وقت تانى يقدر بسهولة يقضى عليها، وده ممكن يساعد فى الوقاية من أمراض خطيرة، بالإضافة لإن طريقة التطعيم دي (تطعيم التاتو) بتزود من كفاءة التطعيم نفسه.

تم تجريب الطريقة دى على القرود، وبمتابعة استجابة الجهاز المناعى للتطعيم وجدوا إن الأجسام المضادة اللى أنتجها الجسم عن طريق التطعيم التاتوو أكتر 140 مرة من اللى بينتجها الجسم فى حالة التطعيم بالطريقة التقليدية_الحقن تحت الجلد_، و الحقيقة إن الأحساس اللى ممكن تحسه نتيجة التاتو ده لا يتعدى إحساسك بقطة مررت لسانها الخشن على جلدك.

حاليًا تم التأكد من كيفية وصول اللقاح للجسم، وقدرته على تحفيز الجهاز المناعى على إنتاج الاجسام المضاده، طب إزاى يكون التطعيم موجود على التاتو ده؟

التاتو ده بيتكون من عدة طبقات من البوليمرات، واللى بيتغمس جواها لقاح الـDNA، قطع الـDNA بتكون متشابكة مع قطع من البوليمر عشان يحميها و يساعدها فى الدخول إلى الخلايا.  البوليمرات دى بتدخل تحت الجلد عن طريق الإبر الصغيرة الموجودةعلى سطح التاتوو، وبمجرد دخولها تحت الجلد وتلامسها مع الماء بتتحلل، ويخرج منها اللقاح لمدة ممكن توصل لأيام وأحيانًا أسابيع.

لقاح الأنفلونزا تطبيق فعّال لتطعيم التاتو

مؤخرًا، أظهرت دراسة بقيادة فريق من معهد جورجيا للتكنولوجيا وجامعة إيموري، ان تطعيم الأنفلونزا المُعطى عن طريق “التاتو” نتج عنه استجابات مناعية قوية. التاتو زي ما قولنا قادر على اختراق الجلد، ووجود مادة لاصقة على سطحه بيخليه يتم مهمته على أكمل وجه في خلال دقايق، وبعدها يتم إزالته زي البلاستر الطبي كدة.

البحث ده شارك فيه 100 شخص بالغ. ووجد الباحثين إنه آمن تمامًا، وكان الأثر الجانبي الوحيد اللي تم اكتشافه، هو إنه أحيانًا ممكن يسبب إحمرار خفيف وحكة خفيفة تستمر من يومين لتلاتة.

تكنولوجيا تطعيم التاتو بتقدم فوائد اقتصادية وتصنيعية محتملة، بالإضافة لإن استخدام التاتو ممكن يقلل من تكلفة التطعيم نفسه، لإنه مش محتاج لممرض متخصص عشان يحقن الشخص به، ولا محتاج اشراف طبي، ولا حتى محتاج يُحتفظ بيه في درجة تبريد معينة لإنه بيحتفظ بخواصه جوا اللاصقة نفسها.

فريق البحث حاليًا بيقوم بعدد اكبر من التجارب السريرية على لمتابعة تطور التكنولوجيا نفسها، بالإضافة لمحاولات تطوير لقاحات تانية غير الإنفلونزا وخصوصًا للأطفال، زي لقاح الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الاطفال.


المصادر: nih  ncbi  news

زر الذهاب إلى الأعلى