باحثون يطوّرون مضاد حيوي من خيوط العنكبوت
كتب: أحمد حسين
تعتبر خيوط العنكبوت من أفضل الخيوط، أقوى من الفولاذ وأكثر منه مرونة. خيوط العنكبوت بالفعل أعجوبة طبيعية، وزادها الباحثون عجبًا عندما حسّنوا من قدراتها عن طريق إضافة بعض المضادات الحيوية لها، مما حوّلها إلى مضاد حيوي يمكن أن يُساعد على التئام الجروح والشفاء بشكل أفضل.
بعد خمسة سنوات من البحث، تمكن الباحثون في جامعة نوتنجهام من تطوير تقنية تُدعى «تقنية النقر الكيميائي – Click Chemistry technique» لتعديل خيوط العنكبون لتطبيقات مُحددة، عن طريق ربط بعض الجزيئات إما إلى بروتينات الخيوط أو الألياف الموجودة بها، ليتمكنوا من إضافة الأدوية والمواد الكيميائية إلى الخيوط.
الوصول إلى المادة الجديدة يتضمّن دمج الأحماض الأمينية مع مجموعة من الأحماض الأزيدية، والتي تُستخدم على نطاق واسع في ردود الفعل «النقرية – Click» الناتجة عن التفاعلات الكيميائية. يمكن إنتاج خيوط العنكبوت المُعدّلة الجديدة عن طريق صنع البكتيريا القولونية، واكتشف العلماء بعدها أن لديهم القدرة على إدخال بعض الجزيئات إلى الخيوط من خلال استهداف الأحماض الأمينية المضافة مما يُمكنهم من تعديل الخيوط كيفما يشاءون.
عندها يُمكنهم إدخال جزئيات من مضادات حيوية مثل «الليفوفلوكساسين»، ثم يظهر التأثير المضاد للبكتيريا على الخيوط على مدى خمسة أيام، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى التأثير على التئام الجروح وتضميدها مع مرور الزمن بشكل أفضل وأسرع، وبشكل طبيعي كاستشفاء الجسد نفسه دون التدخُل في أي شيء إضافي من وظائف الجسم.
قال البروفيسور «نيل توماس»، الباحث المُشارك في الدراسة التي نُشرت في مجلة «المواد المتقدمة»، أن هناك إمكانية لاستخدام خيوط العنكبوت المُعدّلة في علاج الجروح المُلتئمة ببطئ كجروح مرضى السُكر وغيرهم. وأضاف أنه باستخدام التقنية الخاصة بهم، يمكن محاربة العدوى ومنعها لمدة أسابيع وشهور قبل انتهاء مفعول المضاد الحيوي، وفي الوقت نفسه تُجدد الأنسجة عن طريق الألياف الموجودة في خيوط العنكبوت، حيث تعمل بشكل مؤقت قبل أن تتحلل عن طريق البكتيريا.
يتم تطبيق الجزيئات المضافة لتتمكن من الالتحام مع بروتينات الخيوط قبل أو بعد تشُكل ألياف الخيوط. يُمكن للفريق البحثي إضافة مجموعة كاملة من الجزئيات التي تُعطي الخيوط خصائص مختلفة ومتعددة. يعتزم الباحثون حاليًا مواصلة البحث والدراسة لتبيان كيفية استخدام الخيوط في التئام الجروح بشكل أكثر كفاءة.
المصادر: iflscience live-uon