الهومو ناليدي: فرد جديد في عائلة أسلاف الإنسان
كتبت: مها طه
أعلنت جامعة جوهانسبرج (Wits University) فى سبتمبر 2015 عن اكتشاف نوع جديد من أسلاف الإنسان مطلقين عليه اسم ”الهومو ناليدي –Homonalide“. فهل للإنسان أسلاف؟ وهل يرتبط هذا الخبر بما يفترضه البعض حقيقة، كون أن الإنسان أصله قرد؟!
فى عام 2001، تم اكتشاف حفريات كائن ينتمى إلى فصيلة (القرده العليا)، والتى تضم تحتها كلا من الإنسان والشمبانزى، وأُطلِقَ على هذا الكائن اسم ”إنسان الساحل التشادى“نسبة لمكان اكتشافه فى الساحل الشمالى لتشاد، وتمّ تصنيف هذا الكائن علميًا تحت قبيلة (الإنسانيات)، وبهذا تم اعتباره الحلقة الأولى فى انفصال الإنسان فى خط التصنيف عن الشمبانزى.
ظهرت بعدها بعض الاعتراضات على اعتباره من الأسلاف القديمة للإنسان حيث أن عمره على الأرض يقدر بنحو 7 ملايين عام فى حين أن الإنسان الحالي يقدر عمره على الأكثر بمليون عام فقط، حيث يرون أنه من غير المنطقي أن تعود أسلاف الإنسان لـ 6 ملايين من الأعوام اتخذها لكي يتطور متخذًا شكله وصفاته الحالية، إلا أن اكتشاف إنسان الساحل التشادى أجاب على عدد من الأسئلة حول وجود حلقات مفقودة بين القردة والإنسان إن صحّ هذا التعبير.
تختلف جمجمة إنسان الساحل التشادى عن الشكل المعروف لجمجمة الإنسان الحالي، فجمجمته صغيرة نسبيًا حيث يترواح حجمها من 320 إلى 380 سم3 مماثلًا تقريبًا لحجم جمجمة الشمبانزى فى حين أن جمجمة الإنسان الحالى 1350 سم3 . أما بالنسبة لملامح الوجه، فهو يتميز بوجه مسطح أكثر بمعنى بروز أقل للأنف والفك الذى يأخذ الشكل U، ويتميز بأنياب صغيرة، أما بالنسبة للثقب الكبير (الثقب الذى يتصل من خلاله المخ بالحبل الشوكى) فموقعه أمامى كما إنه يتميز ببروز كبير لعظام الحاجب.(1)
فى عام 1924 تم الكشف عن وجود جمجمة لكائن اُعتبِرَ من ضمن حلقات الوصل بين الإنسان والقردة، وسُمىَّ هذا الكائن بـ”استرالوبيثكس“،وفى عام 1974، تم العثور على بقايا عظام أنثى الـ”استرالوبيثكس“. يُعتبر الاسترالوبيثكس أول من مشى على الأرض منتصب القامة على قدمين فقط، كما أنه أول أنواع (الإنسانيات) التى ظهر فيها جين طول القامة، وزيادة قدرة الخلايا العصبية فى الدماغ. يمثل حجم المخ في الاسترالوبيثكس نحو 35% من حجم مخ الإنسان الحالي.
يعتبر كنسخة مصغرة من الإنسان، ذوبنيان ضعيف يتراوح طوله بين 1.2 إلى 1.4 م، حجم الذكور أكبر من الإناث كما فى الإنسان الحالي، لكن فى الاسترالوبيثكس يكون حجم الذكور أكبر من الإناث بنحو 50%، فى حين أنه فى الإنسان الحالي أكبر بنحو 15% فقط .على الرغم من أن إدراك هذه الكائنات أكبر بالفعل مما هو عليه فى القردة الحديثة إلا أن السير على قدمين يعتبر دليلًا واضحًا على تمييز هذه الكائنات، واعتبارها كأسلاف للإنسان الحالي.(2)
أما بالنسبة لـ ” الهوموناليدى“ والذى تم اكتشاف حفريته كاملة فى أحد الكهوف فى جنوب أفريقيا، فاكتشافه كان إعلان عن وجود نوع جديد من أسلاف الإنسان. هناك جدال بين العلماء حول وقت ظهورهذا الكائن على الأرض لم يُحسم بعد، فبعض العلماء يعتقدون بأنه ظهر منذ نحو مليوني عام تقريبًا، وآخرين يعتقدون بأنه كان موجودًا فعليًا فى ظل وجود الإنسان الحالى على الارض .
يتميز الهومو ناليدى بأن جسمه فى حجم إنسان ضئيل الحجم مع وجود جمجمة مشابهة لـ(الاسترالوبيثكش). الهوموناليدى يشبه الإنسان فى شكل عظام اليد والقدم والساق، فى حين أنه أقرب للأسلاف السابقة فى شكل الصدر والكتف والحوض. و بدراسة شكل الجسم تبين عدم وجود آثار افتراس أو ترمم من حيوانات على تلك الحفريات مما دفع العلماء للاعتقاد بأنه كان يلجأ لسلوك دفن الجثث. حتى الآن ما زال العلم مستمر فى محاولة حل غموض وجود أسلاف للإنسان عاشت على الأرض قبل ملايين السنين.(3)
المصدر